من دخل بيت الهاشميين .. فهو آمن ومرحب به

mainThumb

22-04-2009 12:00 AM

التصريح الذي ادلى به السيد جميل ابو بكر ، الناطق الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين في الاردن ، والذي طالب فيه البابا بنديكتوس السادس عشر ، بتأجيل زيارته للاردن ، حتى يتم الاعتذار عما وصفه بالاساءة للاسلام ، والتي جاءت خلال محاضرة له في احدى الجامعات الالمانية قبل اكثر من ثلاث سنوات ، هذا التصريح جاء ممن ليس له علاقة بالزيارة ، فهو لا يمثل الحكومة الاردنية ، ولا يمثل الشعب الاردني ، ولا يحق له الطلب من البابا تاجيل زيارته للاردن ، لان هذا الامر من اختصاص الحكومة ، وان كان لا يرغب في زيارة البابا للاردن ، فهذا حقه ولن يجبره احد على الترحيب بضيف لا يريده .

لقد اعتذر البابا اكثر من مرة عن اساءة الفهم التي سببها للاخوة المسلمين ، وقد مضى على تلك المحاضرة سنوات عديدة ، كان فيها من الاحداث ما يلغي التركيز على تكرار الاعتذار ، فقد كانت هناك العديد من اللقاءات مع شخصيات اسلامية ، وحديث وجهود بذلت من اجل حوار الاديان ، وكان هناك زيارة لدولة اسلامية كبرى وهي تركيا ، فهل السيد جميل ابو بكر يمتلك الغيرة على الاسلام اكثر من السيد رجب طيب اردوغان ؟

ان مجرد زيارة البابا للاراضي المقدسة في الاردن وفلسطين ، هي دلالة معبرة عن الود الذي يحمله لهذه الارض واهلها ، وهي بحد ذاتها ، اكبر دلالة من اي اعتذار ، فيما لو لم يكن هناك اعتذار مكرر اصلا ، والبابا ليس شخصية سياسية ، يمارس الدجل السياسي في سبيل مصالح سياسية واقتصادية لدولة يقودها ، انه شخصية دينية ، يحمل رسالة محبة وسلام ، وليس داعية استعباد وحروب ، وبرنامج زيارته اكبر دليل على التقدير الذي يحمله للاخوة المسلمين ، حيث سيزور مسجد الحسين بن طلال في الاردن ، ويلتقي مع شخصيات اسلامية ، كما سيزور الحرم القدسي الشريف في فلسطين ، كما زار سابقا المسجد الازرق في تركيا ، فماذا يفهم من هذه الخطوات ، هل كلمة اعتذار جديدة ، حسب النص الذي يريد السيد جميل ابو بكر املائه على البابا ، هو فقط ما يزيل الغضب ، وهل مثل هذا الاعتذار سيجعل السيد ابا بكر يستقبل البابا ويرحب به في الاردن ، وسيجعله ايضا يفيض حماسة ، فيطالب باعتبار المواطنين العرب المسيحيين ، الضاربة جذورهم في الارض العربية ، والذين اثبتوا عبر العصور صدق انتماءهم الوطني والقومي ، مواطنين من الدرجة الاولى ، تماما كاخوتهم المسلمين ، لهم كامل حقوق المواطنة التامة ، وان يكرسوا ذلك في ادبياتهم ؟

لقد كان الاردن على الدوام ، بلد الوسطية والتسامح والانفتاح ، بفضل قيادته الهاشمية التي رسخت الوحدة الوطنية ، وعاش كل المواطنين بمساواة دون تمييز على اي اساس ، هكذا نص الدستور الاردني ، الذي صنعه الهاشميون قبل حوالي ستة عقود ، كان سابقا لزمانه ، فجسد اسمى مباديء الوطنية والعدالة ، وكان للعقيدة العشائرية الطيبة لشعبنا الاردني ، دورا في ترسيخ الوحدة الوطنية ، كما شكلت الاحزاب الوطنية والقومية واليسارية ، حاضنة للعمل الوطني لكل المواطنين دون تمييز ، وهذه الخصائص هي الكفيلة ببقاء الاردن قويا عزيزا كريما موحدا ، اردنا للتسامح والصداقة مع الجميع ، فمن دخل بيت الهاشميين فهو آمن ومرحب به ، ومن دخل مسجد الحسين بن طلال ، فهو آمن ومرحب به ، ولن يجد البابا في الاردن ، الا التسامح والمحبة بين كافة ابنائه ، وسجلا خالدا من العيش المشترك البناء ، ولن يجد في الاردن الا الترحيب به ضيفا على الهاشميين والاردنيين .

m_nasrawin@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد