صحيفة السوسنة الأردنية

شاهدنا قبل سنوات حالات انتحار حقيقية أي تكون الضحية قد فارقت الحياة وتشبّعت بسكرات الموت دون علم احد ودون دراية لجموع غفيرة تتابع الحدث عن كثب .

هذا هو الانتحار العلني وليس العلن ان يكون امام الملأ وانما ان يكون الفأس قد وقع في الراس .

ان ما نلاحظه ايامنا هذه هو التحضير للانتحار عن بعد امام جماهير تشهق وتصفق وتتلوع واخرون يتمنون انهم هم المنتحرون لحبهم الشهرة وانهم يمتلكون جمهور عريض لهوايتهم .

هذا ما اصبحنا نشاهده في كل يوم انتقاء لطوابق شاهقة ولامتلاك جمهور يفوق جمهور تموره حسني و أسمر التركي كل ذلك لعرض قضية تشغل همّه وتلبية لرغباته وطموحاته في حب الظهور حتى ان المجانين اصبحوا يتسلقون الاسطح والابراج دون ان يميزوا بين الموت او الانتحار او القتل ليس لحب الظهور والشهرة وانما لانهم مجانين وغير معذورين فهم أولى حسب رأي احد المحاولين لعملية انتحار فاشله اجابني بصدق عن محاولته البائسه قائلا انني لم احاول الانتحار بقدر ما أنني بحاجه لان ألفت انظار الناس لي فكلمتي لم تكن يوما مسموعة عند الجميع وشخصيتي لم تثبت عن الرجفان أمام دجاجه متربعة على عش مهترىء.

وصوتي لم يجرؤ للحديث عن الحق يوما فما كان مني الا ان انتحــــــــــــــــر فقط محاولة وليس انتحار لاني اخاف ان اقفز من الاماكن الشاهقه فأموت .

وهذا ما حصل مع اللذين يتربعون البنايات والابراج للقفز فلنتركهم يوما يحققون امالهم بالمحاولة فهم يمارسون هواية حب المحاولة في الانتحار وليس الانتحار وان لا نكون عقبة في طريقهم ولنترك الامر عاديا دون أن نشهق ونتلوّع ولا اراكم اللــــــــــــــه مكروه بعزيز.