تراب وطني عندما يكون دوائي

mainThumb

28-10-2008 12:00 AM

قبل ست سنوات كان قلبي يدمي لفراق وطني الحبيب حيث انني سافرت الى الولايات المتحدة من اجل اكمال دراستي الجامعية والذي كان يزيد قلبي حرقة والما حفنة التراب التي اخذتها معي انذاك فكانت دموعي تنجرف مع هذه الحفنة المباركة التي اهداني اياها والدي والدموع تملا وجنتيه لفراق ولده وحفنة تراب بلاده.

كنت احمل هذه الحفنة وانا مفتخرا الى اي مكان اذهب اليه فهي بالنسبة لي كانت اكثر من شعار مقدس لوطني اتباهى به امام زملائي الطلبة من الرعايا الاجانب وامام اساتذتي حتى انها في يوم من الايام وقعت مني الصرة واندثر التراب منها فسجدت على ركبتي وصرت الملم بتراب وطني وانا ارتجف وكان من حولي اجانب وطلبة امريكان مستغربون مني ومن اسلوبي في جمع التراب المتناثر وصرت باعلى صوتي اصرخ واناديTHIS IS MY MEDICINE (هذا دوائي) وهنا بدأت الجماهير التي تقف حولي تجلس الى جانبي وتلملم معي تراب وطني وتواسيني بانني سالملمه كاملا.

بعد أن انتهينا وجلسنا دار الحديث بيني وبينهم عن كل هذا الحب الذي اكنه لبلدي فاجبتهم ان هناك لي ست اخوة كل منهم في بلد واننا اقسمنا بالله وبالوطن اننا سنكون ابناؤه الذين نجاهد من اجله واننا سنعود بحفنات التراب التي اهدانا اياها والدي العزيز لنزرع فيها الشجرة التي هي دواؤنا في بلاد المهجر.

فوالله ما احلى العودة للوطن وانتماؤك وولاؤك كما هو قبل ان تسافر فهويتي الشخصية كانت مضرب المثل في الولاء والانتماء وحفنة ترابي كانت الشرف الذي يداوي لي جروحي فحبيبي انت يا وطني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد