تراكمات وانهزامات

mainThumb

14-01-2009 12:00 AM

ما يجري الآن في غزّة وفي باقي المدن الفلسطينيّة أو في الصومال أو في العراق أو في أفغانستان ويندرج ذلك على العديد من الدول العربيّة والإسلاميّة ليس وليد اللحظة بل نتيجة تراكمات على مدى سنوات خلت ، والسبب في هذا كله بالدّرجة الأولى التخاذل والتفرّق العربي والإسلامي .

أول ما نبدأ به القضيّة الفلسطينيّة ، فمن منطلق أنّ فلسطين عربيّة حاضراً وماضيا ومستقبلا ،ومن ينكر ذلك فهو في صف أعداء الأمّة ومنكر للحقوق الوطنيّة والإسلاميّة للعرب والمسلمين في فلسطين ، وإنّ مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى القدس الشريف واعتبار المسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين ووقوعه في يد الأعداء يجعل تحريره وتحرير ما حوله أيضاً واجب إسلامي ووطني أيضاً ولا يختلف على ذلك مسلمين اثنين في هذا العالم ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الّذي أدى بفلسطين إلى هذا الوضع الحالي ؟ والجواب على هذا السؤال ليس بالأمر اليسير ولكن ما أمكن سأستعرض وبشكل مختصر كوني أتحدّث عن التّفرّق العربي والإسلامي كسبب رئيسي لهذا الوضع الحالي .

إنّ قصّة الثيران الثّلاثة قد لا تكون تخفى على مواطن عربي ، فتوقيع مصر الشقيقة على معاهدة السّلام مع العدو الصّهيوني وكأكبر قوة عربيّة ومركز ثقل بالنسبة للعرب جعل الموقف العربي ضعيفاً أمام العدو الصّهيوني الغاشم ، تلاه توقيع الأردن على معاهدة السّلام أيضاً جعل الموقف أكثر ضعفاً ، وفك الإرتباط مع الضفّة الغربيّة وفلسطين بشكل عام بناء على طلب رئاسة الدولة الفلسطينيّة جعل الموقف أكثر ضعفاً ، مما جعل العدو الصهيوني ينفرد بالفلسطينين ويعمل بهم الأعاجيب وارتكاب المجازر وسلب حقوقهم وكذلك لا ننسى التّفرّق الداخلي الفلسطيني جعل الموقف في غاية السوء وحالة الضعف من قبل الأشقاء في فلسطين .

وما نراه الآن وعلى مرأى العين من مجازر مؤلمة يرتكبها العدو الصهيوني الغاشم يندى لها الجبين وتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدّوليّة إلا ثمرة التّفرّق العربي وها نحن نحصد الثّمن والنتائج واضحة ، لماذا لا يختصر العرب الوقت والجهد ويوفرون على أنفسهم العناء للبحث عن الحلول والحل واضح لا يحتاج إلى مفكّرين ولا إلى علماء سياسة أو عباقرة ، الحل يأتي من خلال التضامن العربي والوحدة العربيّة والتعاون العربي في كافّة المجالات الإقتصاديّة والسياسيّة والثّقافيّة والعسكريّة وهي الأهم وفي كل النواحي ،ولا أريد أن أقول أنّ إخواننا في غزّة الصامدة لوحدهم في السّاحة فالله معهم وهو خير وكيل ويجب علينا أن ننصر الله لكي ينصرنا على أعداءنا ورحم الله شهداء هذه الأمة الخالدة وكان الله في عون كل مسلم وعربي حر شريف مؤمن بالله وبقضيتنا العادلة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد