ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟!

mainThumb

16-09-2009 12:00 AM

اكرم الخطيب
الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنّ?Z لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه . وإن من الحرمان أن نرى كثيراً من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين: نائمون..

ويتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين. يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.

لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا ، اخواني شهر رمضان فضائله كثيرة ومتعددة والتى منها ان الله سبحانه وتعالى خصّ?Zه بليلة كريمة مباركة هى "ليلة القدر"، ليلة هي خير من ألف شهر أي هي أفضل من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فالعبادة والطاعة فيها أفضل من الطاعة والعبادة في ألف شهر ليست فيها هذه الليلة.
ولاشك ان ألف شهر ليست بالزمن القصير اى ثلاثة وثمانون عاما وأربعة أشهر، ليلة واحدة يستطيع الإنسان أن يكسب فيها عمرًا مديدا طويلاً، هو ثلاثة وثمانون عامًا فى ليلة واحدة يتعبّ?Zد المسلم فيها لربه ويذكره ويشكره .
ان المؤمنين ينتظرون عاما كاملا ، ليستقبلوا هذه الليالي المباركة التي تعد محطة نقلة نوعية لمسيرة العبد فى الحياة .. ومن هنا استعمل القرآن الكريم التعبير ب ) وما أدراك ) والتي تستعمل عادة لبيان حقيقة القيامة وما يجري فيها من اهوال ، ومن هنا يعلم ان حقيقة ليلة القدر من الغيب الذى لا يحيط البشر بكنهه! ..

ولكن الملاحظ - مع الأسف - أن الفرصة فيها تمر مرّ السحاب ، وهذه طبيعة بني آدم الملازمة للخسران كما يذكره القران الكريم ..

والشيطان له همته فى ان يصرف العبد عن المسيرة الصحيحة والتوبة الصادقة فى مثل هذه الليالى المصيرية ، والتي من الممكن ان تبدل ديوان العبد من الشقاء إلى السعادة .

ليلة القدر ، أفضل ليلي السنة ، لقوله تعالي: {إنا أنزلناه في ليلة القدر • وما أدراك ما ليلة القدر • ليلة القدر خير من ألف شهر}.
أي العمل فيها ، من الصلاة والتلاوة ، والذكر ، خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر . أخرج البخاري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه
وسميت بليلة القدر : لعظم قدرها وشرفها . استحباب طلبها ويستحب طلبها في الوتر ، من العشر الأواخر من رمضان ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في طلبها في العشرة الأواخر
عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ). قال ابن حجر في الفتح – بعد أن أورد الأقوال الواردة في ليلة القدر- : وأرجحها كلها ، أنها في وتر من العشر الأخيرة ، وأنها تنتقل كما يفهم من أحادث هذا الباب .. وأرجاها أوتار العشر ، وأرجاها عند الجمهور ، ليلة سبع وعشرين .
قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ، ليحصل الآجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر عليها . قيامها والدعاء فيها ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من حُرم خير هذه الليلة فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم، حُرم من رحمة الله عز وجل لأنه ضيع الفرصة وهي سانحة له، فرصة مُحدّ?Zدة في شهر واحد بل في العشر الأواخر من هذا الشهر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، "تخيلوا عشر ليال فقط يقومها الإنسان لربه، يُغفر له فيها ما تقدّ?Zم من ذنبه، كما جاء في الحديث الصحيح: "م?Zن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّ?Zم من ذنبه، وم?Zن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّ?Zم من ذنبه"
أي مكسب وأي ربح، أن يخرج الإنسان في ليلة واحدة مغفور الذنوب مكفّ?Zر السيئات، هل كثير على الإنسان أن يتعب بعض الليالي لربه عشر أو تسع إذا كان رمضان تسعا وعشرين وكثيرًا ما يكون تسعة وعشرون يومًا ، إن فرص المغفرة والرحمة وأبواب المغفرة والرحمة مفتوحة أمامنا ولكننا لا نجد العزيمة التي تدفعنا إلى عمل الخير وخير العمل.
القرآن الكريم نزل فى هذه الليلة ،الكتاب الذي م?Zن علمه سبق وم?Zن قال به صدق وم?Zن حكم به عدل ،شرّ?Zف الله هذه الليلة بفضل القرآن الكريم: {إِنّ?Zا أ?Zنْز?Zلْن?Zاهُ فِي ل?Zيْل?Zةِ الْق?Zدْرِ} إن هذا يدفعنا إلى أن نُراجع أنفسنا من هذا الكتاب من كتاب الله إن الله فضل هذا شهر رمضان بسبب القرآن وفضل هذه ليلة القدر بسبب القرآن ، فماذا يكون موقفنا نحن إذا هجرنا القرآن وأعرضنا عنه ؟

فيا أيها المسلمون اجتهدوا في هذه الليلة المباركة بالصلاة والدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة ، فإنها فرصة العمر ، والفرص لا تدوم ، فإن الله - سبحانه - أخبر : أنها خير من ألف شهر ، وألف الشهر تزيد على ثمانين عامًا ، وهي عمر طويل لو قضاه الإنسان كله في طاعة الله . فليلة واحدة وهي ليلة القدر خير منه ، وهذا فضل عظيم ، وهذه الليلة في رمضان قطعًا وفي العشر الأخير منه آكد ، وإذا اجتهد المسلم في كل ليالي رمضان فقد صادف ليلة القدر قطعًا ورجي له الحصول على خيرها .

فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله ، فاحرصوا - رحمكم الله - على طلب هذه الليلة ، واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها ؛ فالمحروم من حرم الثواب ، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد