إلى الأخ محمد نزال : الفتنة نائمة لعن الله موقظها !!!

mainThumb

07-01-2009 12:00 AM

أخي الفلسطيني البعيد " ابا براء " هداه الله ...

منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وأنا أهّم لكتابة هذه الرسالة لك ، ودعني قبل كل شيء أن أقدم إعتذاري للقراء الأعزاء ولجماهير شعبي وللاسرى والجرحى والشهداء منهم ، على توقيتها الذي جاء متأخرا بعض الشيء ومتزامنا مع هول الجرائم والمذابح الوحشية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المواطنين الأبرياء والمقاومين الأوفياء والأطفال والنساء في غزة العزة والإباء .

يقول الله عزوجل في كتابه العزيز " واطيعوا الله ورسوله ولا تتنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم " و" إعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " و" لو يشاء الله لأنتصرمنهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم " ، وقال رسوله الكريم صلى الله علية وسلم " مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " و" من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقه الأسلام من عنقه " وقال أيضا " خيركم خيركم لأهله " .

إن أرضنا وشعبنا وقضيتنا - أيها المجاهد الجسور - قد أستهدفت بشكل خطير ومقلق ليس فقط من الإحتلال الإسرائيلي فحسب ، بل من جهات خارجية ومشاريع تآمرية أخرى لا شك أنك تعرفها جيدا ، كما أن أوضاعنا الفلسطينية ، التي على ما يبدو أنك لم تعشها ، قد تغيرت وتراجعت بشكل مخيف ومرعب ودخلت في مجتمعنا ومبادئنا بعض الأفكار الدخيلة التي كان لها أثرا كبيرا في تقسيمه وإضعافة وتفكيكه ، فبتنا بحاجة ماسة للوحدة والإلتقاء وجمع الكلمة من خلال نبذ الخلافات والفرقة والنزاعات والتعالي على الجراح ، وبات إبتعادنا عن الردح الإعلامي والتحليق في أفقه الخيالي أمرا ملحا وضروريا ، فالوقت الذي نحن فيه - يا صاحب الصوت الجهور – هو وقت التجميع والتوحيد وليس وقت التفريق والتهديد والوعيد ، فهلا تفضلت – هداك الله- بوقف ضجيج غزواتك الفضائية لتلتحق في صفوف الدفاع عن الغزوات الدموية التي تشن على جماهير شعبك وملتك .

إن القائد والمسؤول يا " أبا براء " وحتى يكون (بريئا ) من إثارة الفتن والنزاعات بين أبناء شعبه ومن هدر دمائهم وإزهاق أرواحهم ، عليه أن يتحلى بالأخلاق الطيبة الحميدة وبالتوجهات الوحدوية الرصينة وبالتاريخ الوطني والنضالي النظيف ، ويجب عليه أن يتسم بصفات القيادة والمسؤولية التي تؤهله لذلك ، فالكلمة الطيبة الخيّرة في الظروف الصعبة الحالكة أهون على شعبنا واحب إليه من معلقات التخوين والتكفير والخداع والتضليل ، والإبتسامة الحلوة الصادقة في وجه أطفالنا أجمل بكثير من تلك الوجوه القاتمة والعيون الحاقدة التي ترهب برائتهم وتخيف طفولتهم كل يوم على شاشات الفضائيات المختلفة .

القائد المسؤول يا " رجل المهام الصعبة " يجب أن يكون رحيما حنونا قريبا من آلام وتضحيات وآمال شعبه ، ويسعى بإخلاص ووفاء لتخفيف معاناتهم وتهوين الصعاب عليهم ، ففلسطين يا " رائد الفضائيات " ليست " تورابورا" وأمنها ليس أمن " لاهور" !!! وعلى القائد أن يفتح صدره وقلبه وعقله للجميع ويكون عادلا نزيها في كلامه وحكمه وخطاباته ، فأين أنت من كل ذلك ؟!!!

كنت أتوقع كما الآلاف من شعبنا ، أن يغيّب هذا العدوان المرعب على شعبنا لغة البغض والكراهية المعشعشة في بعض النفوس ، وكم كنت أتمنى أن توقف جرائم الإحتلال ومجازره سياسة تغييب وشطب الآخر وتنهي ملاحقة الكوادر والعناصر الوطنية وإطلاق الرصاص عليهم وإخضاعهم للإعتقال والإقامات الجبرية !!! كنت أتوقع أن يتوقف الهجوم على القيادات والشخصيات السياسية والرسمية وتمتد الأيادي لتصافح بعضها وتتشابك نحو الصمود ورص الصفوف لمواجهة العدوان !!! وكم كنت ولا زلت متفائلا من إمكانية أن يوحّدنا رصاص الإحتلال وتجمّعنا قذائف دباباته وطائراته ، فهل - أيها الفارس الهمام - بات ذلك مستحيلا ؟!!

ختاما أود أن أنهي رسالتي لك بقول الله تعالى : " إِنّ?Zم?Zا السّ?Zبِيلُ ع?Zل?Zى الّ?Zذِين?Z ي?Zظْلِمُون?Z النّ?Zاس?Z و?Zي?Zبْغُون?Z فِي الْأ?Zرْضِ بِغ?Zيْرِ الْح?Zقِّ أُوْل?Zئِك?Z ل?Zهُم ع?Zذ?Zابٌ أ?Zلِيمٌ " صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد