ركعتان في العشق لا يصح وضوئهما الا بالدم

mainThumb

11-10-2009 12:00 AM

انعام حميد

هذه هي آخر جملة رنانة اطلقها الحسن بن منصور الحلاج حين سألوه عن مبتغاه الأخير قبل ان يقطعوا رأسه وقد قطعوا أطرافه وعلقوه أمام الناس يسيل دمه وينازع الألم وقبل إعدامه سألوه اخر طلب له قبل قطع رأسه فطلب ان يصلي ركعتان لله قبل إعدامه فتعجب القوم كيف سيصلي وهو مقطع الأيدي والأرجل ويسيل الدم ممزوجاً بألم الروح فاخذ يتقلب على الأرض ويلطخ كل وجهه وجسده بدمه فسأله القوم ماذا تصنع فقال((ركعتان في العشق لا يصح وضوئهما الا بالدم)) وان كان الحلاج عانا من عذاب الإعدام وطريقته في ابادة جسده ومحو ذكراه بحرق جثمانه ونثر رماده في نهر دجلة فقد خلدته، طريقته المشهورة في الوضوء وركعتاه الاخيرة في الصلاة ودمه الأحمر يسجد به وهو منزوع الأطراف ولكن ايما كانت ميتة هذا الرجل ولأي سبب لكنه نال وفرة من الحظ حين سوئل عن اخر طلب له قبل الموت وحقق امنيته بالصلاة وان كان وضؤه بدمه .

ولكن نحن العراقيون الان من يسمح لنا بتحقيق اخر امل لنا وقد غرقنا بالدم واغتسلنا ولم تحقق لنا اي امنية. فيا ترى هل سوئل اي ضحية راح اثر انفجار عن مبتغاه الأخير قبل ان تتناثر اشلاء جسده وتتبعثر أحشائه ويجعل من دمه انهر لغسل الطرقات وليس لوضوء جسده فحسب وان كان الحلاج اوفر حظا في التخليد بان جعل نهر دجلة من منبعه حتى مشربه مقبرة له وتشرب كل بغداد من مدفنه وتسير روحه في كل ذرة ماء يستقيها العراق فقد ضمن ان له قبراً يؤويه ولكن شهداء الدم المتناثر الان اين قبورهم فلا توجد لأجسادهم ذكرى لتدفن فاين هي ذكراهم ومن منا الان اوفر حظاً ، فهل صلى العراقيون قبل ان يقطعوا اربا..؟ ام نالت ارواحهم كرامة العيش في فتح الطرقات المغلقة بحواجز العناء ؟ ام شعر بالراحة في مسكنه وحتى مدفنه؟ وهل حققت لهم الامنية المشتركة في سجود التيار الكهربائي لرغباتهم وحصولهم على مغفرة الضوء والخلاص من انتقام الظلام.

وهل طالت جباههم الرحمة من قطرات العرق المنزوعة من اجسادهم تعصرها حرارة الصيف وتكويها لهبة الشمس وتعفرها اتربة الطرق غير المعبدة ؟ فان خلد الحلاج بجملته هذه فليس لنا الا ان نقول ((ركعتان في العراق بعد الاغتسال بالدم هي الاولى ان تقال)) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد