فلسطين دوما بقلب الهاشميين

mainThumb

11-10-2009 12:00 AM

المهندس - ابراهيم المهيرات

حديث انتظره الشعب على أح?Zرّ?Z من الجمر، بعد?Z أن ثار اللغطُ، و?Zع?Zلى الغبارُ، وتكاثف?Z الزّ?Zبدُ، وكان هذا الشعب الطيب يتلهفُ لسماع القول الفصل من القائد الذي عوّ?Zدنا أن يتدخل في الوقت المناسب ويحسم الأمور، ويضبط البوصلة في الاتجاه الصحيح.

حديث الملك لم ينفِ وجود مخططات هنا وهناك، وأجندة تنتظر التنفيذ، وطابور خامس بين ظهرانينا يمهد السبيل، ويثيرُ الفتن، وي?Zحيك?Z الدسائس، وذلك يتواجد في كل زمان ومكان، وليس بدعاً، ولا تكاد تخلو منه دولة ما على وجه الأرض، وهذا -حسب ما أرى- أمرٌ متوقع ومن متطلبات التدافع في الأرض ومحاولات التغلغل والسيطرة التي تسعى لها الدول بوسائل مختلفة قذرة في الغالب.

وهذه القوى الظلامية، وطابورها الخامس لن تجد لها موطأ قدم إن جُوبهتْ بوحدة وطنية قوية، واتفاق على الأسس والمبادئ والقواعد العامة، وتأكيد جمعي على الثوابت التي لا يختلف عليها وطني نزيه مخلص، وتكاتف مشترك من أجل منعة الوطن ورفعته، واهتمام الجميع بمستقبله المشرق.

الأجندة المشبوهة كفيروسات المرض لن تؤثر في الجسد القوي المحصن، ولذا لن تجد هذه الأجندة السوداء فرصة للتنفيذ في وطن توحد أهله جميعاً على رؤية واحدة وتفاهم مشترك وثوابت وطنية راسخة، خلف قائد ثابت الخطى، قوي الجنان، واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار.

إن الوحدة الوطنية الراسخة، والرؤية الواضحة، سترد كيد الأشرار إلى نحورههم، وستقضي على مخططاتهم، وتفشل ما اعتزموه، وستفت في عضدهم، وستقزمهم حتى في عين أنفسهم، وتحيلهم إلى خفافيش تؤذيها أشعة الشمس، ويمرضها الهواء النقي، فلا تحسن العيش إلا في ظلام العفونة والنجاسة والقذارة. إن الأفكار الدخيلة، والحلول الانهزامية، والطابور الخامس يمكن أن تنجح فقط في حالة واحدة، إن استسلمنا لليأس وركنا للخنوع والدعة، وتركناهم يمرحون ويسرحون دون زاجر أو رادع، أما إن رأوا منا جميعاً وقفة واحدة صلبة، وعزيمة لا تلين، فلن تقوم لهم قائمة، وسيختبئون في جحورهم ينتظرون لحظة ضعف، وساعة وهن.

ويجب أن يكون دأبنا مع هؤلاء كركاب السفينة الذين استسهل البعض منهم ركوب القاع وأبت عليهم نذالتهم إلا أن يخرقوا السفينة من الأسفل للحصول على الماء، فإن س?Zمح?Z لهم بقية الركاب بذلك غرقت السفينة وهلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم ومنعوهم نجوا جميعاً.

وكلمة نوجهها لمن استمرأوا الرقص في الظلام، وارتكاب كل معيب ومحرم، لا يغرنكم صبر الحليم، ولا يخدعنكم صمت الحكيم، فالصبر له حدود، وللحكمة قانونها، ورأيتم كما رأى كل الأردنيين الشرفاء البسطاء أن القائد وجه تحذيراً شديداً لكم تعرفون مغزاه ومؤداه ومنتهاه، وفي المقابل وجه رسالة وتوجيهاً للشعب أن لا يسكت عن تجاوزاتكم وعبثكم ولعبكم بالنار، فقد آن لكم أن تكفوا وترعووا، وأن تخرس أقلام رخيصة، وألسنة شوهاء، عاثت في الأردن تشكيكاً وتثبيطاً وفساداً، تحاول تفتيت الشعب شيعاً وأحزاباً، خدمة لأهداف خسيسة، وتنفيذاً لأجندة سوداء، وتحقيقاً لمآرب شخصية عفنة.

إن هذا الشعب الذي تحاولون تمزيق وحدته بخستكم، شعب متلاحم متمازج متشابك، حتى وإن ظن البعض غير ذلك، وإن تراءى للعُمي غير ذلك، وإن بدا للحمقى غير ذلك، فإن وشائج القربى والمصاهرة والجوار وتمازج الدم بالدم، قد جعلت من هذا الشعب شعباً واحداً، ولا يقول غير ذلك إلا من طُمس قلبه، وأصابه عته، وع?Zشيتْ عيناه، واختلط حابله بنابله.

إن الرائد لا يكذب أهله، فقد وضع الملك القائد النقاط على الحروف، وحسم الأمور، وأبان الحقيقة، وأكدّ?Z على الثوابت الوطنية التي لا مجال لتجاوزها مهما كانت الضغوط، ومهما كان الثمن، فلا يساوم على وطنه شريف، ولا يبيع وطنه من يملك ذرة من كرامة. وعليه، فإنه على خفافيش الظلام أن تعود إلى أوكارها، وأن تصمت حفاظاً على حياتها، وخير لها أن تعلن توبتها، وتعود إلى رشدها، وتنفض أيديها من رجس تلوثت به، وفاحشة اقترفتها، وجريمة نكراء ارتكبتها.

كلنا أردنيون حتى النخاع لن نساوم على ذرة من تراب الأردن الذي عشقناه، وعشنا على ترابه الطهور، ولن تُحل قضية فلسطين على حساب الأردن مهما طال الزمن، ومهما غلا الثمن، فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، كلنا أردنيون في الأردن، وكلنا فلسطينيون من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية، ولن يتخلى الجار عن جاره والأخ عن أخيه والحبيب عن حبيبه!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد