شوارع الكرك .. معاناة طال انتظارها

mainThumb

05-10-2009 12:00 AM

مسكينة هي محافظتي الحبيبة الكرك، فبمجرد دخولي أروقتها وساحاتها وشوارعها أحس بحزن غريب يملأ تلك الأروقة والساحات والشوارع، فهي ليست كما يخيّل للبعض عندما يأتون زائرين لتلك المحافظة، فبمجرد دخولهم حدود الكرك من الجهة الشرقية وبالتحديد من جهة جسر القطرانة غربا تلاقيهم تلك الكتابات الترحيبية التي تشجع على رؤية تلك المحافظة العريقة، فنجد حجارة جميلة باللون الأبيض على إحدى السفوح كتب من خلالها :الكرك مدينة الثقافة الأردنية لعام 2009 ترحب بكم، ونرى كتابات أخرى على مدخل تلك المدينة بعضها يقول: إرفع رأسك أنت في الكرك، وشعار آخر يقول: الكرك مدينة التاريخ والمجد ترحب بكم، فمن يقرأ تلك العبارات يدرك بينه وبين نفسه بأنه سيرى تطورا وجمالا ورقيّا بمجرد دخوله حدود مدينة الكرك!!.
للأسف فإن من يظن بأنه سيلاقي تطورا وجمالا ورقيا في تلك المحافظة وبالتحديد في مركز المدينة فإن ظنّه سيكون خائبا، لأنه بمجرد دخوله مدينة الكرك فإنه سيلاقي تلك الحفريات التي دمّرت بها الشوارع وطال دمارها، فلم تعد لاسيارة ولا حافلة ولا حتى آليات ثقيلة قادرة على تحمل السير على مثل تلك الشوارع المدمرة والتي لانرى شوارع شبيهة لها لافي الصومال ولا في معقل (الحوثيين) صعدة ولا حتى هناك في (الرأس الأخضر)، فحتى المواطنون لم يعودوا قادرين على تحمل المشي في مثل تلك الشوارع، فالغبار والأتربة والحفريات أصبحت عائقا يقف أمام أولئك المواطنين الذين يعانون الأمرّّين عند السير في شوارع مدينة الكرك من حيث صعوبة السير فيها وصعوبة قضاء مصالحهم في ظل وجود واقع خدماتي سيء يتمثل في تلك الشوارع الحزينة المدمّرة.
عندما بدأت الحفريات في شوارع الكرك ومنذ وقت ليس بالقصير قيل بأن تلك الحفريات هي من أجل إصلاح تلك الشوارع بحيث تصبح شوارع سياحية، وهاهي الأيام تمر مر السحاب فلا نجد لاشوارع سياحية ولا حتى شوارع (إسمنتية)، فما نراه أمامنا شوارع رملية تملأها الأتربة والغبار، فإلى متى هذا الدمار في شوارع كرك المجد والفخار؟!.
هذه دعوة لكل مسؤول في محافظتنا العزيزة بأن ينظر نظرة العطف بحق تلك المحافظة والتي تغنى بها الكثيرون، فهاهو المشير (حابس المجالي) رحمه لله قال في إحدى المناسبات: (الكرك كرك لو قرأتها من الأمام كرك ولو قرأتها من الخلف كرك) ولا ننسى الكثير من الأشعار التي تغنت في الكرك فمنها ماقال: مثل العروس الكرك والهيبة طرحتها مايقربوها العدى ومايدنو ساحاتها ومنها ماقال:
الأمجاد تشرش هون بين شقوق صخورها تضوي شمسك ياتاريخ عجبالها وغورها.
فيامسؤولينا في محافظتنا الحبيبة فلتنظروا نظرة الحب والإحترام والتقدير لتلك المحافظة العريقة، لأنه وبكل صدق وموضوعية فإن مدينة كمدينة الكرك يشهد لها بالعراقة والعز والفخر وتخريج كثير من رجالات الوطن الأوفياء، لاتستحق أن تشبّه بامرأة أرملة لاتجد لها معينا يخرجها من حزنها وألمها على الرغم من وجود مسؤولين من وزراء ونواب وحيتان يمثلون تلك المحافظة، فلنتق الله في مدينتنا العزيزة، ولنجعل مسؤوليتنا تجاه الكرك مسؤولية جماعية لافردية، فياليتنا فكرنا قليلا قبل أن تكون الكرك مدينة الثافة الأردنية لعام 2009 كي تكون مدينة الشوارع والطرق الأردنية لعام 2009، لأنه إن أصبحت مهيأة جيدا من ناحية شوارعها وطرقها وخدماتها فإنها بكل تأكيد تستحق أن تكون مدينة الثقافة الأردنية ليس فقط لعام 2009، وإنما لأيام وشهور وسنوات طويلة.
فياكرك المجد والتاريخ لاتقلقي ولا تحزني، فعلى الرغم من تعرضك لشيء من الحزن والمعاناة فإنك تبقين (كرك) فلو قرئتي من الأمام (كرك) ولو قرئتي من الخلف (كرك) كما وصفك المشير حابس المجالي رحمه الله، ومن هنا لابدّ لنا أن نقرأ الفاتحة على روح المرحوم (أبي سطام) والذي كان عاشقا ومحبا بقلبه وكل جوارحه لحرّة اسمها الكرك.
majalimuathmajali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد