كشف العورة الفلسطينية

mainThumb

05-10-2009 12:00 AM

كشفت حرب غزة الأخيرة وما بعدها الكثير من الخبايا والأسرار, وقدمت الكثير من الأدلة والبراهين على انتصار حماس وكل فصائل المقاومة الكبير على الصهاينة في المحافل العسكرية والسياسية الدولية. حماس وكل فصائل المقاومة وعلى الرغم من الحصار وقلة العتاد والسلاح وظلم ذوي القربى صمدت ولقنت العدو درسا موجعا لن ينساه. لقنت العدو درسا في السياسة ودرسا في الحرب لم يتذوقه العدو منذ فترة طويلة, درسا فشل العرب والسلطة في تلقينه للمحتل.
السامية ومعاداتها كانت السيف الذي تسله وتشهره إسرائيل على كل من ينتقد سياستها الهمجية البربرية العدوانية, وعلى كل من يظهر تعاطفا مع القضية الفلسطينية, وعلى كل من ينادي بحق الشعب الفلسطيني بالعيش بسلام على أرضه وحقه في استعادة مقدساته المغتصبة. و اليوم وكما تناقلت بعض وسائل الإعلام فان وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعالون ألغى زيارة كانت مقررة لبريطانيا خشية اعتقاله. المحاكم الأوروبية التي نظرت وتنظر في القضايا المرفوعة ضد إسرائيل في اسبانيا وايطاليا لم تعد تخشى تصنيفها ضمن المؤسسات أو المنظمات المعادية للسامية, وهذا انتصار كبير للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية والشرعية الدولية والكرامة الإنسانية, وان كانت السلطة الفلسطينية للأسف الشديد لم تقم بالمطلوب منها في هذا الشأن. صفقة الجندي شاليط أيضا هي انتصار آخر للمقاومة الفلسطينية ولسياستها في التفاوض والتعامل مع العدو الصهيوني وإجباره للخضوع لشروط المقاومة والانصياع لرغباتها.
تقرير جولدستون مثال حي آخر على الانجازات التي استطاعت المقاومة الفلسطينية الصامدة تحقيقه, انه انتصار لقيم الحرية والعدالة وكل القيم الإنسانية. انتصارات كبيرة إذن حققتها وتحققها المقاومة الفلسطينية, ولكن طلب السلطة الفلسطينية تأجيل التصويت على تقرير جولدستون طلبا غير مفهوم أو مقبول مهما كانت المبررات والضغوطات التي تعرضت لها السلطة الفلسطينية. تقرير جولدستون كان فرصة ذهبية لتشكيل وإلقاء المزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل, ولإدانة جرائمها البشعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل, ولكسب المزيد من التعاطف الدولي والإنساني مع القضية والشعب الفلسطيني. تقرير جولدستون كان فرصة ذهبية للمصالحة الفلسطينية ولإعادة غرس وزرع شيء من الثقة بالسلطة المتهاوية.
الدم الفلسطيني غال مطهر مشرف مقدس لا ينبغي العبث به والتنازل عنه, والسلطة الفلسطينية فرطت به. السلطة يجب أن تضطلع بمهامها ومسؤولياتها التي يعول الشعب المسلم الفلسطيني والعربي عليها, السلطة الفلسطينية مطالبة بإخلاء الساحة لمن هم أهل لها.
السلطة الفلسطينية وضعت نفسها في قفص الاتهام الوطني الفلسطيني من كل الفصائل والقوى الفلسطينية والعربية, وفتحت أبواب الفتنة والفرقة والخلاف والشك على مصراعيها . السلطة فشلت فشلا ذريعا في استثمار التقرير وتسجيل انتصار سياسي كانت بأمس الحاجة إليه بعد سلسلة الإخفاقات الطويلة التي تعيشها. السلطة الفلسطينية أسقطت ورقت التوت وكشفت عورتها ولم يبق لها إلا التواري عن الأنظار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد