عدس أصفر !!
( 1 )
ليست مكيدة دُبّرت بليل ٍ ولا مؤامرة حِيكت ، فكلّ ما في الأمر كان : كميّة من بصاق ٍ مصحوب ٍ بــ ِ ( بلغم ٍ ) قذفها مدخن ٌ من نافذة منزله ، بعدما دهمته موجة سعال ٍ كما هي العادة عند كثير ٍ من مدخنين أو مرضى ... تلك قصة رذاذ البصاق الذي تطاير فأصاب ( مسعود ) وربّما التصق بياقة قميصه .
لم يكن مسعود حريصاً على نصاعة فائقة في ملابسه ، بل كان همّه أن يغادر منزله في الطابق السفليّ ليلتحق بوظيفته ، لكنّ جاره باغته وأصابه بما لم يتوقّعه ... ( بصاق على الريق ) !
التفت مسعود إلى جاره ، فجاء اعتذار الجار في جملة ناقصة :
( بسيطة يا جار ) .
لا وقت كافياً لكي يرجع مسعود إلى المنزل ليبدّل قميصه أو يغسل رقبته ، فالعمل في وقته وإن ْ تأخر عنه كانت المساءلة وكان العقاب .
استمر مسعود ..
قبل قليل من عبوره الشارع وفي الاتجاه الآخر ، كانت امرأة تطل من نافذة مطبخها وتلقي هدية طازجة إلى الشارع .. حاول مسعود الابتعاد تفادياً أو هروباً ... لكن ّ ( حفاظة الأطفال أو الفوطة ) الساخنة اتجهت إلى سرواله ( بنطاله ) .
قبل أن يقفل مسعود عائداً إلى بيته ، سمع مناداة من جاره الرابع : ما بك يا مسعود ؟
حاول أن يكتم سرّ غضبه ، لكن صرخة كبيرة خرجت منه وقال : ( اليوم من أوّله غائط وبصاق ) .
دخل إلى بيته .. ولم يبرحه في ذاك اليوم ، فليس عنده ( سراويل إضافيّة ) .
( 2 )
لم تدر ِ المرأة أن جيوب زوجها فارغة !
طلبت إليه أن يشتري ( كيلو غراماً واحداً من الليمون أو نصف الكميّة ) .. فالعدس وليمة تقتضي أن يحضر الليمون والبصل والفجل إن ْ توافر .
السوق كانت قريبة ، لكن مسعود تأخّر أو تلكأ !
عاد إلى بيته ، قبيل وقت العصر ، استقبلته الزوجة بترحاب معهود ، لكنها أجفلت ... فيداه فارغتان والوجه منه عابس .
بادرها بسؤال : هل عندنا بصل ؟
كان ردّها : عندنا رأس ٌ واحدة تكفي !
قال مسعود : البصل في الأسواق أنواع وأصناف وأسعارها متفاوتة بين بائع وآخر ، أمّا الخضار فتأجيل شرائها يعفينا من حسرة على نقص المال .
قاطعته ، وقبل أن يكمل قصته : وأين الليمون يا مسعود ؟
ردّ ، بعدما ضرب كفاً لكف ّ : لقد نسيت أننا بحاجة إليه !
( 3 )
قبل منتصف الليل ، حاول مسعود أن ينام ، نهض ليتفقد سرواله المعلّق على النافذة لكي يجفّ بعد غسيل إجباريّ .. عاد مطمئناً بأنّ رائحة ما لا تعلق في القميص .. ذهب في استرخاء طويل ورأى في ما يراه النائم أنّ : نساء كثيرات يقذفن ( فوط أطفال ساخنة ) إلى الشارع و رجالاً كثيرين يبصقون من النوافذ ... فيما الليمون يُباعُ على شكل بودرة مطحونة أو حبيبات في عبوات محكمة الإغلاق .
( 4 )
في اليوم التالي ، لم يذهب مسعود إلى مكان عمله ... لم يغادر البيت .. فعند صحوه في الصباح كانت بطنه منتفخة وقد أصابها مغص ٌ شديد جرّاء تناول العدس .
( 5 )
لم يذهب مسعود إلى طبيب للتداوي .. لكن جاره أخبره بوجود تسوّس واضح في مادة العدس التي ابتاعاها معاً قبل يومين من متجر مجاور .
( 6 )
بعد أيّام قليلة ، اعترف باعة في الحيّ أنهم باعوا مادة العدس لمنازل الحيّ كافة ... فتذكّر مسعود عندها اللون الأصفر المخضر ّ الذي لمحه من بين طيّات فوط الأطفال الساخنة .
madaba56@yahoo.com
تحطم طائرة ركاب هندية على متنها أكثر من 130 شخصا .. تفاصيل
شراكة لتعزيز دور المراكز الشبابية في التنمية
ارتفاع الدخل السياحي بنسبة 17.5% في أيار 2025
افتتاح معرض طوابع البريد العربي 2025
إسرائيل تخطر بهدم 30 محلا ومنشأة تجارية جنوب الخليل
إغلاق محيط جسر المحطة بشارع الجيش لتوسعة وتطوير المنطقة
مقاومة عالمية ضد الظلم العالمي
الاحتلال يعلن اختطاف عناصر من حماس من داخل سوريا
صناعة الأردن تصدر دليلا استرشاديا ماليا للقطاع الصناعي
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
التربية تدعو معلمين لحضور الاختبار التنافسي الالكتروني
تنفيذ قرار زيادة الحد الأدنى لأجور المتقاعدين العسكريين
الملك والملكة يصلان إلى الملعب لمؤازرة النشامى
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
ماذا يشغل الأردنيين على مواقع التواصل اليوم
موعد مباراة الأردن أمام العراق والقنوات الناقلة
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك
الملكة للملك: كيف لا أستند إلى قلبك ووطن بأكمله يستند إليك
ولي العهد يشكر سلطنة عُمان على كرم الضيافة وروحهم الرياضية
الملكة رانيا تشارك صورة عائلية احتفالاً بالعيد
الفايز يهنئ المنتخب الوطني تأهله لمونديال كأس العالم لكرة القدم