صحيفة السوسنة الأردنية

عمر بني ارشيد

نتذكر القصة المشهورة التي رواها البخاري ومسلم عندما ضرب رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري:يا للأنصار، فقال المهاجرين : يا للمهاجرين، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: (( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ ما بال دعوى الجاهلية دعوها فإنها خبيثة، دعوها فإنها منتنة)) رواية البخاري ((دعوها فإنّ?Zها خبيثة)) ،ورواية مسلم: ((دعوها فإنها منتنة)) .

ونتذكر ايضا عندما عير ابوذر الغفاري العربي بلال الحبشي بامه السوداء رضي الله عنهما وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ابوذر رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام(( يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية) سقط ابوذر على شدقه الايسر وقال يابلال والله لن انهض حتى تضع قدمك على هذا الخد.

وهذه العصبية التي نسمع عنها الآن والمشاجرات العشائرية غير المسبوقة والتي امتدت ايضا الى صروحنا العلمية المتمثلة بالجامعات ما هي الا نوع من انواع العصبية القديمة التي كانت تتفجر بين الأوس والخزرج او داحس والغبراء، وهي من بقايا الجاهلية ورواسبها.

اصبحنا نستسهل القانون بسبب غياب الدولة عن وضع اجراءات رادعة ووضع حلول جذرية وترك الامور للتدخل العشائري بالجاهة والعطوة والجلوة انا لست ضد الحلول العشائرية لكن يجب ان تكون مساندة للقانون لاسترداد الحقوق ونصرة للضعفاء وتهدئة للنفوس وان يأخذ القانون دوره الحقيقي بذلك ، لا نريد ان نكون دولة عشائرية حتما نريد دولة قانون ولا نريد ان نترك العربة بيد المستشيخون يجب ان يكون للقانون دوره من حيث سرعة الاجراءات القانونية وعقوبات رادعة تمنع مثل تلك الجرائم .

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( ل?Zيْس?Z مِنّ?Zا م?Zنْ د?Zع?Zا إِل?Zى ع?Zص?Zبِيّ?Zةٍ و?Zل?Zيْس?Z مِنّ?Zا م?Zنْ ق?Zاتل?Z ع?Zل?Zى ع?Zص?Zبِيّ?Zةٍ و?Zل?Zيْس?Z مِنّ?Zا م?Zنْ م?Zات?Z ع?Zل?Zى ع?Zص?Zبِيّ?Zة)

اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين