مسمار فـي نـعـش الحكـومـة

mainThumb

17-09-2009 12:00 AM

أحــمــد الـحـيـاري

 منذ اسابيع كانت الصالونات السياسية تجتمع في كـل يـوم وكـل ليلة وحتى ساعــات الصباح لحسم الامر في الشخصية النيابية التي سترأس مجلس النواب في موعد انعـقاد الـدوره العاديـّة بتاريخ ( 1/10 )... واصبح الشغل الشاغل لنّواب الأمّة من سيكون الرئيس ... حتى اصبحت وسائل الاعلام تطلّ علينا بخبر يومي عن اجتماع للكتلة الفلانيّة في منزل النائب الفلاني ...وانباء أخرى مـفادهـا أن احد النواب يقيم مأدبة أفطار لكتلتة النيابية في منزلة للتشاور حول اختيار مرشحاً لرئاســة المجلس واخبارعـن انسـحاب احـد النواب مـن كـتلـته النيابـية وخـبر عن اختيار كتله نيابية رئيسا جديدا لها ... ثم تـأتـي الاخبار الدسمة أن أحـد أبرز المرشحين  لرئاسة المجلـس أعـلن انسحابـه مـن الترشح ... وبعـد ذلك يقـوم أقـوى المنافسين بالإنسـحاب فيصبح الأمر محسوماّ ثم يأتي يـوم الثلاثاء ( 15/9 ) فتطالعنا الصحف وبـاقـي وسائل الإعلام في افتتاحياتها اهم الاخبار... تحت عنوان : أن الدخان الابيض قـد ظهروتصاعـد من قـبّة المجلس حيث تـم الإجماع و بالـتزّكية عـلى تحديـد الشخصية الـتي سترأس المجلس للـدورة القادم ...

علماً أن كل تلك النشاطات النيابيه تـزامنت مع أوضاع إستثنائيه على الصعيد الداخلـي عكست أجواء غير إعتياديه يعيشها المواطن ، لـم يكـترث لـها النـواب ولـم يُلـقـوا لـهـا بـالاً ...

أولّها انتكاسات ماديّة نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية وارتداداتها التي أصبحت عاملاً مؤثرعلى حجم  المديونيه الخارجيه التي بلغت حوالي 5 مليار دولار... وما ترتب عليها مـن ارتفاع لا يحتمل في الاسعار، وأزمة شـركات البورصات الاجنبيه التي تسببت بإحباط للمواطن حيث تولّد الشعور لديه أن الوعود والحلول التي قدّمتها الحكومة كانت أشبه بسرآب ولم تكن بمستوى الامل الذي كان يرجو أن يتحقق...

امّـا الوضع الثاني والأهم هو مستوى الجريمة الذي كـان في الامس القريب حالات فردية وأصبح الان ظاهره تستحق الوقوف عندها ووضع الحلول الحازمه لبترها من جذورها...

وكون مجلس النواب هـو حلقة الوصل المفترضّة بين المواطن وباقي مؤسـسـات الدولــة ونـظراً للتقصـير الواضح فـي أداء المجلس في الأداء والمهام الموكولة اليه وعدم قيامه بالدور الاساسي المتمّثل بـسنّ وتشـريع القوانين التي فيها مصلحة للوطن والمواطن بأسلوب توافقي ...وتراخـي المجلس في أداء الدور الرقابي على السلطه التنفيذية ـ المتمثلة بالحكومة ـ مع العـلم ان مجلس النواب هـو الرديف الاساسي المنتخب من الشعب للمساهمه بوضع الخطط للوطن والمواطن والاشراف على تنفيذها إيمانا وإعتقادا من النواب بحجم المسؤولية المناطة بهم وتغـلـيب وتـقـديـم المصلحة العامة على أي مصلحه شخصيه ... ولكن واقـع الامـور ومجريات الأحـداث كـانت غير ذلك ، بـل كانت فـي الاتجاه الآخــر، مما أثرعلى الأداء الروتيني للحكومه ولـم يكـن بـمستوى الارتقـاء والتطوّر الـذي يـسعى اليه الملك الذي يرأس السلطات الثلاث... حيث أصبح التقصير واضح وغير متناغم مع الرؤى الملكيه ... فجاء يوم الاربعاء (16/9 ) حيث صدرت الإرادة الملكية  السامية بإرجاءاجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى تاريخ1/12/2009 م . من البديهي أن هذا القرارالحكيم لــه أبـعاد كـثيرة لـمجلـس النواب وللحكـومه عـلى الـــسواء، ويـدل عـلـى عـمـق التواصل بـيـن المــلك والــشعـب ... ومتابـعـة القـائـد لأدق الـتـفاصيـل وكـل كبـيرة وصـغيرة ... فهل من مـعتـبر ...


Ahmedhyr@Gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد