صحيفة السوسنة الأردنية

 قررت في صباح هذا اليوم ان اقوم بجولة في احدى المولات الالمانية وما اكثرها بعدما تابعت مايجري في مولاتنا الاردنية والتي اصبحت وللأسف ساحات للقتال والعنف...

دخلت المول (السوق التجاري) في احدى المدن الالمانية بعدما تركت سيارتي في موقف السيارات الهادىء الذي ترافقك فيه النغمات الموسيقية الهادئة استعدادا لجولة تسويقية في هذا المركز التجاري الذي يحوي العديد من المحلات التجارية والذي يخيم عليها الهدوء رغم الحركة التجارية والبيع والشراء...المول نظيف جدا والساحات واسعة ونظيفة والحركة هنا لايعكر صفوها احد...الناس يتحركون بسرعة ولكن بهدوء...الكل يعرف مايريد ...السيدات يتفرجن على احدث صرعات الموضة و الرجال يبحثون عن ملابس للرياضة والعمل ووقت الفراغ...وآخرون يشترون المواد الغذائية... لم ارى شخصا يجحرني او ينظر الي بعدوانية ...لم ارى رجلا يحمل مسدسا لأنه من عائلة شميت او ميركل او قرابة لوزير الخارجية شتاينماير... لم ارى نائبا المانيا ترك سيارته في موقف ممنوع ويهدد رجل الامن لأنه لآ يعرفه ويعرف سيارة زوجته وابنه واخيه, ولم ارى الدرك الالماني يحيط بالمول بسبب تحرش ابن النائب شميث بصديقة ابن جنشر ولم ارى شلة من الشباب يلاحقون فتاة ويتحرشون بها ...او يسدون الممرات امام الناس المتسوقين.لم اشاهد هوشة وفزعة بالسكاكين والمسدسات والشباري ...ارى هنا اناسا مرتاحين سعداء يتمتعون بحضارة قديمة عريقة وصلوا اليها عبر السنين.

وسألت نفسي اليس نحن العرب اصل الحضارة والثقافة والادب. اليس ديننا الحنيف هو الذي اوصانا بالسلوك الحضاري والاخلاق العالية.

ونزلت من عيني دمعة حزن مسحتها لحظة امل..امل بالاجيال القادمة . ويبقى الامر موضوع حضاري...ليس الا...