لماذا لا يكون لنا عيد؟

mainThumb

23-09-2009 12:00 AM

سليمان ابو شلذم
في خضم الأخبار المتلاحقة من قتل ودهس وملاحقات وأطفال لقطاء وحروب داحس والغبراء التي بدأت تجتاح قرانا ومدننا والكر والفر بين رجال الأمن والدرك والخارجين على الأعراف والمتعدين على حرمة الآخرين والذين يتطاولون على هيبة القانون، في خضم كل ذلك يعتقد الكثيرون أن لا معنى للعيد في حياتنا وانه لم يعد للفرح وجود.

إلا أنني هنا اختلف مع كل أولئك المتشائمين واعتقد أن العيد هو نسمة الفرح التي يجب أن نستنشقها في هذا الجو الخانق. العيد هو الأمل لذي يجب أن يشعر من خلاله أطفالنا أن في الحياة وقتا يستحق أن نسعد فيه.

العيد هو اليوم الذي يستريح فيه الناس من متاعب بغضائهم وتناحرهم وان تصفوا قلوبهم قليلا بعد أن نزيل عنها درن الشحناء والكراهية وان نروح عن نفوسنا التي ملأها الصدأ.

العيد هو لرجال الأمن الذين ترصد عيونهم الوطن حارسة فرحتنا لكي لا تطير منا. العيد لأبنائهم وزوجاتهم وأهليهم. العيد لأولادنا ولآبائنا وأمهاتنا وكبار السن منا. العيد لكل محروم ويتيم. العيد فرصة المغترب لكي يحرق فيها مرارة الغربة ويجترج همومه في اتصال مع الاهل والاصدقاء يستعيد من خلاله ذكريات الوطن.

ألا يحق لنا أن نخصص للفرح يوم كما خصصنا للحزن والمصائب الكثير من الأيام. ألا يحق لمن صام وقام رمضان أن يشعر بفرحة العيد. ألا يحق لنا أن نصل أرحامنا في العيد أم أننا ما عدنا ندري عنهم شيئا واكتفينا بالهواتف والانترنت. ألا يحق لنا أن نلقي عن أكتافنا متاعب الحياة ونتخلص من كشرتنا ونستبدلها بابتسامة ولو زائفة ليوم واحد. إن كان لا يحق لنا هذا فلا معني لحياتنا.

أنا لست مع المتنبي الذي أتعبته حياته فلام العيد لقدومه. أنا اشعر أن العيد ضرورة شرعها لنا ديننا لنعرف قيمة الفرحة ونشعر بأهمية السعادة فدعونا لا نفوت علينا ما نحتاج أليه. دعونا نغتال الحزن بابتسامة ونضحك على الأيام التي طالما ضحكت علينا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد