صحيفة السوسنة الأردنية

في ليلة العيد السعيد ...سرت وحدي في شوارع العاصمة الالمانية الاتحادية برلين ...بين الاضواء الساطعة وضوضاء السيارات الفخمة الفارعة ,اتجول في محلاتها الضخمة واسواقها التجارية الفسيحة اتفحص عيون الناس حولي وانا شارد الذهن...جسمي في برلين..وعقلي وقلبي في عمان...وصوت كوكبة الشرق ام كلثوم تردد في اذني (الليلة عيد) وفجأة يتغير اللحن الى اغنية (ياليلة العيد أنستينا)...اغمضت عيناي ليعود بي الشريط الى الوطن والاهل والاحباب...

ثلاثة وثلاثون عاما وستة وستون عيدا مضت ونحن نحتفل بالأعياد هنا بعيدين عن الاهل والارض والاصدقاء...نعاني من مرارة الغربة والاغتراب ومشاعر الشوق والحنين ولوعة الفراق ...

الناس هنا يتمتعون بالطيبة والذكاء وحب العمل والنظام.يتمتعون بحرية كاملة وديمقراطية اصيلة ناتجة عن حضارة عريقة اكتسبت على مر السنين.الانسان هنا يعيش انسانيته التي يحترمها القانون فكرامة الانسان هنا لاتمس . والانسان هنا يعرف تماما واجباته وحقوقه.

الشريط يمر امامي سريعا سرعة الطائرة المحلقة بالسماء ...صور قديمة وحديثة لعمان ...صور والدي ووالدتي واصدقائي ومعارفي واخواني... مدرستي وجامعتي والمقهى الذي كنت اتردد عليه..زملائي في الاذاعة والوكالة والصحف.... حتى( مراجيح العيد) اراها امامي..عمان بجبالها السبع وهوائها النقي واهلها الكرام.

كم اتمنى في هذه الليلة ان اكون في عمان بينكم ياأهلي .كم اتمنى ان اقدم وردة لكل ام تناضل من اجل تربية اطفالها ولكل رجل امن يسهر الان لحماية اهلنا واملاكنا واعراضنا ولكل مريض يرقد الان على سرير الشفاء ولكل طبيب وممرضة ولكل يتيم حرم حنان الام او الاب او كلاهما .لكم جميعا ياأهلي وأحبائي, من ابنائكم واخوانكم في المانيا ومني قبلة حب ووفاء...

وكل عام وانتم بخير