ضيق حال طارئ في العيد!!!

mainThumb

21-09-2009 12:00 AM

كل عام والجميع بألف خير ،وندعوه تعالى أن يجعل أيامنا جميعها أيام بركة وفرح وسرور،وأن يعيد علينا رمضان القادم ونحن بأفضل حال،وندعوه تعالى أن يكون قد قبل صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا ويرحمنا ويتجاوز عن سيئاتنا إنه سميع مجيب.
هاهو شهر رمضان قد غادر وقافلته قد سارت مرتحلة،فاستقبلنا بعد رحيل هذا الشهر الفضيل أياما مباركة سعيدة من أيام عيد الفطر السعيد، تلك الأيام التي يلتقي فيها الأحبة والاصدقاء والأقارب من أجل تقديم التهاني والتبريكات ودعوة الله بأن يتقبل الطاعات والتي تقرب بها العبد من ربه في ذلك الشهر الفضيل، فلقاء الأحبة والأصدقاء في تلك الأيام المباركة السعيدة يبعث في النفس الفرح والسرور والنقاء، ولكن ذلك الفرح والسرور لابد أن يغلفه في وقت من الأوقات شيء من القلق والإحراج أو كما أسميه شيء من (ضيق الحال الطارئ).
ربما لم يفهم البعض ماأقصده بضيق الحال الطارئ، فذلك المصطلح له علاقة بعادة موجودة منذ زمن بعيد وتكون شائعة في أيام الأعياد، تلك العادة التي نسميها (واجب الولايا) أو( عيدية الولايا)، فأصبح ذلك الأمر وكأنه فرض على الغني والفقير، بحيث يقوم ذلك الشخص بتقديم مبلغ من المال للولايا المتمثلات مرة ببناته ومرة بأخواته ومرة بعماته ومرة بخالاته، فيقوم ذلك الشخص بجمع مبلغ وقدره من أجل توزيعه على الولايا، ولو كانت عملية جمع ذلك المبلغ على حساب ضيق عيشه وعيشته.
أن لاأقصد من كل هذا أولئك الذين أنعم الله عليهم من الأغنياء والرأسماليين في البلد، ولكنني أقصد تلك الفئة البسيطة والتي لايتعدى راتبها الثلاثمئة دينار شهريا، والذين يسكنون بيوتا بالإيجار بقيمة مائة دينار شهريا، فكيف له أن يجمع مبلغ ثلاثمئة دينار أخرى ليوزعها على عشر أخوات وثمان عمات وسبع خالات؟!! أظن لابل أجزم بأن ذلك الشخص وغيره الكثيرين قد اضطروا إلى عملية الدّين من أكثر من شخص لأجل تأمين ذلك المبلغ والذي أصبح وكأنه فرض عين على كل موظف بالغ عاقل رزقه الله بعدد هائل من الولايا يتمثلن بالأخوات والعمات والخالات ولا انسى الأهم وهن (الحموات)!!.
كان الله بعونك ياصديقي أبا جمال فقد رزقك الله بست بنات، وعشر أخوات، وثمان عمات، وتسع خالات، وحماتين!! فقد نصحتك بأن لاتتزوج الثانية ولكنك (ركبت راسك ومارديت)، فهذا ابو جمال أستاذ في إحدى المدارس الثانوية وراتبه ثلاثمئة وثلاثون دينارا، ولكنه يوزع على الولايا في العيد مبلغ أربعمائة دينار، وهذا اعترافه شخصيا لي، فكان يشكو والقهر يخرج من خلجات صدره ولكنه فعلا (شو يسوي) على حد تعبيره، فكما يقول بأن هذه العادة أصبحت وكانها فرض من الفروض، فهذا المسكين اضطر لأن يستدين فوق راتبه مبلغا ليس بالقليل من أجل أداء ذلك الفرض المتعب، فكيف بالكثيرين من غير أبي جمال والذين يتلقون رواتب أقل وينعمون بولايا أكثر فلا أقول إلا كان الله بعونهم ويسّر أمرهم.
ليتنا نصل إلى قناعة بيننا وبين أنفسنا ونقنع بها الكثيرين من أجل إلغاء تلك العادة والتي أثقلت كاهل الكثيرين ممن يعدون من أبناء الطبقة الكادحة في وطننا وما أكثرهم، فباليت أن تقتصر الأعياد على تقديم التهاني والتبريكات دون الإلتزام بفرض العيديات، وأنا على قناعة تامة إن وجد ذلك الأمر من يقرع جرسه بجد واهتمام فإننا ربما سنستقبل أعيادنا القادمة بجيث تكون مقتصرة على تقديم التهاني والتبريكات وخالية من أي عيديات، لتكون تهنئة (ناشفة) على حد قول أبي جمال ،والذي صرح لي تصريحا (حصريّا) عندما قال:( والله لو تكون هالسلامات في العيد ناشفة بدون دعم مصاري لهالولايا إنه فعلا العيد بصير عيد لأني بصراحة يامعاذ طفرت وصرت عالحديدة من ورا هالولايا وعيدياتهن!!!) فياليتنا نستقبل أعيادنا القادمة وقد تلاشت تلك العادة، بحيث لانرى لا أبو جمال ولا غيره يشكون الطفر بفعل تلك العادة المسمّاة واجب الولايا، لأنه وبكل صراحة فإن تلك العادة تشكل (ضيق حال طارئ) في تلك الأيام المباركة من أعيادنا السعيدة.
majalimuathmajali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد