صحيفة السوسنة الأردنية

تطالعنا الصحف المطبوعة والمواقع الالكترونية مؤخرا بأخبار مؤسفة مفادها اعتداء مريض او اهله او مرافقيه على طبيب. وللمشكلة في رأينا لها وجهان الاول نحن نتفهم جيدا نقص الكوادر الطبية المتخصصة في مستشفياتنا والضغط الجسدي والنفسي الذي يعاني منهما الطبيب احيانا ونحترم ايضا جهود اطبائنا الخيرة في مساعدتنا عندما نكون في اشد الحاجة للمساعدة ولهم منا جميعا كل الشكر والتقدير...ونتفهم من جهة اخرى ايضا نفسية مريضنا الذي يعاني من الألم الشديد وبحاجة لمنقد يساعده في تخفيف هذه الالام والتي تكون احيانا شديدة حتى البكاء والعويل, ونتفهم ايضا نفسية الاب الذي يشاهد طفله او طفلته تتألم دون ان يستطيع مساعدتها او تخفيف آلامها.نضيف الى ذلك المشكلة المادية فالانسان الفقير لا يذهب الى الطبيب الى عند شعوره بشدة الألم.وليس للفحص الروتيني كما هو الحال في اوروبا والطبقات الغنية في بلادنا (وهذا مايعرفه أطباءنا الافاضل).

وقد اثبتت الدراسات النفسية ان المعاملة اللطيفة والتفاهم بين الطبيب والمريض والثقة المتبادلة بينهما تساعد على سرعة الشفاء. فلا داعي مطلقا ان يقوم الطبيب المرهق التعب بصب غضبه على هذا المريض المسكين ,فهو يحضر هنا لطلب المساعدة وليس لتمارس عليه الفوقية والتعالي والغرور , وحقيقة الامر ان هذه المشكلة لاتكمن في نفسية الطبيب او المريض بل عند ادارات المستشفيات والدوائر المسؤولة في وزارة الصحة والتي هي مكلفة بوضع عدد كاف من الاطباء والممرضات في كل مستشفى او مركز صحي.وعندها يخف الضغط على الطبيب ويتعامل مع مريضه كما يحب هو ان يتعامل معه الطبيب لو كان مريضا.

المريض انسان والطبيب انسان ايضا ودعونا ان نتعامل معا بأنسانية الانسان دون تكبر او استعلاء ولنحترم كرامة الاخرين حتى يحترم الاخرون كرامتنا .واتمنى لقارئي العزيز الصحة والعافية.