العصبية والمشاجرات العشائرية

mainThumb

28-09-2009 12:00 AM

اكرم الخطيب
يقع دائما في مقدمة أهداف أعداء الأمة زرع بذور الشقاق بين أفرادها وتغذية مسببات التشاحن والبغضاء في نفوسهم، مما يسهل على هؤلاء الأعداء, تحقيق مآربهم الشريرة وأهدافهم الخبيثة التي أقلها أصابة الأمة بدينها لتكون خاوية الوفاض من أي معتقد يربط أجناسها المختلفة وكياناتها المتباعدة ببعضها.

فالعدو يعلم علم اليقين أن هذه الأهداف لن تتحقق الا إذا حققت أمة الإسلام قول الله تعالى (و?Zاعْت?Zصِمُواْ بِح?Zبْلِ اللّهِ ج?Zمِيعاً و?Zلا?Z ت?Zف?Zرّ?Zقُواْ و?Zاذْكُرُواْ نِعْم?Zت?Z اللّهِ ع?Zل?Zيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أ?Zعْد?Zاء ف?Zأ?Zلّ?Zف?Z ب?Zيْن?Z قُلُوبِكُمْ ف?Zأ?Zصْب?Zحْتُم بِنِعْم?Zتِهِ إِخْو?Zاناً و?Zكُنتُمْ ع?Zل?Zى?Z ش?Zف?Zا حُفْر?Zةٍ مِّن?Z النّ?Zارِ ف?Zأ?Zنق?Zذ?Zكُم مِّنْه?Zا ك?Zذ?Zلِك?Z يُب?Zيِّنُ اللّهُ ل?Zكُمْ آي?Zاتِهِ ل?Zع?Zلّ?Zكُمْ ت?Zهْت?Zدُون?Z )

فقد وصل بنا الحال الى ما لا يحمد عقباه ، فقد تغير تفكير الناس عقائديا بحيث اصبح الجهل بامور دينهم الاساسية سببا في ان يخلطوا بين نصرة المظلوم التي دعى الاسلام اليها وجاء لقلع جذورها وبين النعرة القومية التي قال عنها الرسول الكريم دعوها فانها منتنة …

جاء في البخاري : أن رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجراف?Zق?Zال?Z الأ?Zنْص?Zارِىُّ ي?Zا ل?Zلأ?Zنْص?Zارِ . و?Zق?Zال?Z الْمُه?Zاجِرِىُّ ي?Zا ل?Zلْمُه?Zاجِرِين?Z.

ف?Zس?Zمِع?Z ذ?Zاك?Z ر?Zسُولُ اللّ?Zه صلى الله عليه وسلم ف?Zق?Zال?Z )م?Zا ب?Zالُ د?Zعْو?Zى ج?Zاهِلِيّ?Zةٍ) ق?Zالُوا ي?Zا ر?Zسُول?Z اللّ?Zهِ ك?Zس?Zع?Z ر?Zجُلٌ مِن?Z الْمُه?Zاجِرِين?Z ر?Zجُلاً مِن?Z الأ?Zنْص?Zارِ .

ف?Zق?Zال?Z ):- د?Zعُوه?Zا ف?Zإِنّ?Zه?Zا مُنْتِن?Zةٌ) فذكر النسب أو الوطن على سبيل الإفتخار والتكبر على الآخر.

من دعاوى الجاهلية التي أبطلها الإسلام .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب (

وقال الله تعالى ( إِنّ?Z أ?Zكْر?Zم?Zكُمْ عِند?Z اللّ?Zهِ أ?Zتْق?Zاكُمْ (فالأكثر تقوى هو الأكرم عند الله ولو كان عبدا حبشيا

والأنساب لا تغني شيء عن العبد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنه (ي?Zا ف?Zاطِم?Zةُ بِنْت?Z مُح?Zمّ?Zدٍ س?Zلِينِى م?Zا شِئْتِ مِنْ م?Zالِى لا?Z أُغْنِى ع?Zنْكِ مِن?Z اللّ?Zهِ ش?Zيْئًا (

وفي الحديث: ( و?Zايْمُ اللّ?Zهِ ، ل?Zوْ أ?Zنّ?Z ف?Zاطِم?Zة?Z ابْن?Zة?Z مُح?Zمّ?Zدٍ س?Zر?Zق?Zتْ ل?Zق?Zط?Zعْتُ ي?Zد?Zه?Zا(

وهذه العصبية التي نسمع عنها الآن والمشاجرات العشائرية غير المسبوقة والتي امتدت ايضا الى صروحنا العلمية المتمثلة بالمدن والقرى والجامعات ما هي الا نوع من انواع العصبية القديمة التي كانت تتفجر بين الأوس والخزرج او داحس والغبراء، وهي من بقايا الجاهلية ورواسبها.

اصبحنا نستسهل القانون بسبب غياب الدولة عن وضع اجراءات رادعة ووضع حلول جذرية وترك الامور للتدخل العشائري بالجاهة والعطوة والجلوة انا لست ضد الحلول العشائرية لكن يجب ان تكون مساندة للقانون لاسترداد الحقوق ونصرة للضعفاء وتهدئة للنفوس وان يأخذ القانون دوره الحقيقي بذلك ، لا نريد ان نكون دولة عشائرية حتما نريد دولة قانون ولا نريد ان نترك العربة بيد المستشيخون يجب ان يكون للقانون دوره من حيث سرعة الاجراءات القانونية وعقوبات رادعة تمنع مثل تلك الجرائم .

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( ل?Zيْس?Z مِنّ?Zا م?Zنْ د?Zع?Zا إِل?Zى ع?Zص?Zبِيّ?Zةٍ و?Zل?Zيْس?Z مِنّ?Zا م?Zنْ ق?Zاتل?Z ع?Zل?Zى ع?Zص?Zبِيّ?Zةٍ و?Zل?Zيْس?Z مِنّ?Zا م?Zنْ م?Zات?Z ع?Zل?Zى ع?Zص?Zبِيّ?Zة )

فإن من نعم الله على عبده معرفته لنبيه الذي ينتهي إليه أو إلى قبيلته التي ينتسب إليها ولو شاء الله أن تولد بدون معرفة ذالك النسب لنفذت مشيئته ، إذا فالنسب نعمة من الله يستحق الشكر لا الفخر بها على عباده الله ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث قال : ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ... ) .

بل إن القرآن الكريم أوضح الحكمة من جعل الناس شعوباً وقبائل حيث قال سبحانه وتعالى : (ي?Zا أ?Zيُّه?Zا النّ?Zاسُ إِنّ?Zا خ?Zل?Zقْن?Zاكُم مِّن ذ?Zك?Zرٍ و?Zأُنث?Zى و?Zج?Zع?Zلْن?Zاكُمْ شُعُوباً و?Zق?Zب?Zائِل?Z لِت?Zع?Zار?Zفُوا إِنّ?Z أ?Zكْر?Zم?Zكُمْ عِند?Z اللّ?Zهِ أ?Zتْق?Zاكُمْ إِنّ?Z اللّ?Zه?Z ع?Zلِيمٌ خ?Zبِيرٌ )

فالحكمة من ذالك هي التعارف لا التفاخر والتعصب الجاهلي الذي نهانا الله عنه ورسوله وصلى الله عليه وسلم ، وهو من اكبر أسباب الاختلاف والتفرق فالأخوة الإسلامية تقتضي نبذ هذه العصبية الممقوتة بجميع ألوانها وأشكالها والله سبحانه وتعالى أوضح ميزان التفاضل خلقه حيث قال : ... إِنّ?Z أ?Zكْر?Zم?Zكُمْ عِند?Z اللّ?Zهِ أ?Zتْق?Zاكُمْ إِنّ?Z اللّ?Zه?Z ع?Zلِيمٌ خ?Zبِيرٌ }

فليس التفاضل بالقبيلة ولا بالغناء ولا بالحسب والنسب ولا بالشهرة إنما هو بالتقوى فقط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على احمر إلا بالتقوى ))

فالأخوة الإسلامية تقتضي نبذ هذه العصبية الممقوتة بجميع ألوانها وأشكالها والله سبحانه وتعالى أوضح ميزان التفاضل خلقه حيث قال : ...( إِنّ?Z أ?Zكْر?Zم?Zكُمْ عِند?Z اللّ?Zهِ أ?Zتْق?Zاكُمْ إِنّ?Z اللّ?Zه?Z ع?Zلِيمٌ خ?Zبِيرٌ )

فليس التفاضل بالقبيلة ولا بالغناء ولا بالحسب والنسب ولا بالشهرة إنما هو بالتقوى فقط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على احمر إلا بالتقوى ))

ولما ساب أبو ذر بلال رضي الله عنهما قائلاً له (( يا ابن السوداء )) فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وزجره قائلاً له )) إنك امرؤ فيك جاهلية )) فما كان من أبي ذر رضي الله عنه إلا أن وضع خده على الأرض ، وسأل بلاً أن يطاه بقدمه تكفيراً لذنبه فكيف بنا ونحن يحقر بعضا بعضاً ويلم بعضا بعضاً ، ونقلل من شان بعضا بناءاً على أن ذالك من قبيلة كذا وكذا وذالك من ارض كذا وكذا فتفترق الأمة ويدب فيها الضعف والخور ، والتشاحن والتباغض ، والتدابر والتقاطع ، فنقع في الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية ، لا يتركونهن ، الغلو في الاحساب ، والطعن في الأنساب... )) .

ولنتذكر قول الشاعر :

لعمرك مالانسان إلا بدينه _ فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب .

فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ - وقد وضع الشرك الشقي أبا لهب.

فلنتمسك بديننا ولنترك نتن الجاهلية الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولنتدكر أن الناس كلهم بنو آدم وادم من تراب.

دعوها فإنها منتنة .. دعوها فإنها منتنة .. دعوها فإنها منتنة .. العصبية ما دخلت في مجتمع إلا طحنته بالحروب والفتن .. الفتنة نائمة .. الفتنة نائمة .. لعنة الله على من أيقضها ... يا شعب الإيمان والحكمة : آن الأوان لننبذ الخلافات .. أن الأوان لأن نمقت التفرق .. والتمزق والتشرذم ... ونطرد وسواس العصبية من قلوبنا ..

آن الأوان لكل واحد منا أن يمد يده إلى أخيه مصافحاً ومعانقاً ومصالحاً .. كما فعل الأنصار .. كما فعل الأوس والخزرج .. آن الأوان أن يحب كل واحد منا لأخيه ما يحبه لنفسه .. آن الأوان لتعم المحبة .. وتنتشر معاني الإخاء والإيثار .. وتحل بدلاً عن الأنانية .. والعصبية .. والاستئثار .. والطمع . آن للشعب أن يطعم من جوع .. ويأمن خوف .. ولن يتحقق ذلك إلا في ظل قول المولى جل جلاله : ( يا أيها الذين اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )

واخر دعوانا ان الحمد لله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد