صحيفة السوسنة الأردنية

سيارة فارهة بقيمة خمسين ألف دينار تصرف لوزير الثقافة الاردني، والكرك مدينة الثقافة الاردنية لعام 2009 تعاني ميزانيتها من عجز مالي كبير، بحيث لم يتم صرف مكافآت أعضاء اللجان العاملة في مدينة الثقافة لغاية الان، إضافة للمشاريع المرصودة في الموازنة بحجة عدم وجود سقف مالي يغطي ذلك العجز ، ولم يتبق من مخصصات مدينة الثقافة الاردنية سوى سبعة عشر ألف دينار، فإلى متى هذا الحال المرير ؟!.

عندما قرأت ذلك الخبر والمختص بصرف سيارة فارهة لوزير الثقافة قلت دون تردد أو تفكير: (فلتسقط الثقافة ولتحيا سيارة الوزير) !! لأن مصالح وزرائنا ونوابنا وحيتاننا أولى وأهم من أي شيء آخر يزدهر الوطن ويتطور من خلاله، فمحبوبتي الكرك مدينة الثقافة الأردنية والتي لم نشعر فعلا بأنها مدينة للثقافة الأردنية تعاني وتعاني من عجز مالي لا يغطي المردود المتمثل بحاجتها لصرف مكافآت اللجان العاملة والقائمة على ثقافة كرك المجد والتاريخ، فوزارة الثقافة غير قادرة على صرف المكافآت الخاصة باللجان العاملة والمشرفة على الثقافة في مدينة الثقافة، ووزير ثقافتنا هاهو وقد صرف له سيارة بقيمة خمسين ألف دينار أردني، فاصمتي يا كرك التاريخ والمجد وسلّمي الراية البيضاء، فالثقافة بكل أسف لم تكن على صلة بك، فكانت عبارة عن عناوين وقد زيّنت لافتاتنا وشوارعنا في كرك التاريخ والمجد، أما الثقافة الحقيقية قولا وعملا فقد كانت مجرد إيحاءات خدعنا بها من خلال تلك اللافتات والتي ملأت شوارع وحارات وأروقة الكرك، والتي مازالت لغاية هذه اللحظة تنتظر صرف مستحقاتها بصفتها مدينة للثقافة الأردنية.

كان الله بعونك يا زرقاء يا مدينة ثقافتنا لعام 2010، فربما ستعانين كما عانت شقيقتك الكرك، والتي ذاقت قهرا ومعاناة مما رأته ممّن نصّبوا أنفسهم مسؤولين وقائمين على ثقافتها، فهاهم ينعمون ويتمتعون بشقق وسيارات وامتيازات من طراز رفيع، والكرك تائهة بغياهب الجب تناجي وتنادي دون أن تلقى أحدا ينصت لها، فالمهم سيارة معالي الوزير وما تبقّى فليذهب إلى الجحيم.

فيا معشر (أبناء الحلال) في بلد ابي الحسين أما آن الأوان لأن يقال (للأعوج أعوج بعينه) ؟ وما آن الأوان لأن تكون المسؤولية مناطة بمن يستحق؟ فهاهم من نصّبوا مسؤولين عن ثقافتنا قد جعلونا نصل لنتيجة واحدة نقول من خلالها شعارا يكون شعارا وداعيا وختاميا في آخر أيام الكرك كمدينة للثقافة الاردنية لعام 2009،وذلك الشعار يقول: (فلتسقط الثقافة ولتحيا سيارة الوزير)!!.

majalimuathmajali@yahoo.com