طباشيركم .. أحببناها يا أستاذي!!!

mainThumb

15-10-2009 12:00 AM

نقف صاغرين لمعلمينا القدامى الذين عشقتهم طباشيرهم كما نحن عشقناهم فنتذكر وقفة الطالب أمام المعلم و التي تذكرنا بالعصفور الذي ينحني لصغاره العطشى والتي ترتسم على وجوههم بسمات البذل والعطاء من أجل البقاء والتقدم في جميع مناحي الحياة.

نعشق طباشير الاستاذ المكافح الذي يصحو مع شعاع الشمس ويتجول بشموخ وفخر بين طلبته في الطابور الصباحي الذي كان يمتاز بالرقي والذي يمثل الحضارة في الترتيب والتبجيل .كنّا نستمتع على انغام الاذاعة المدرسية الهادفة ونتغزّل باساتذتنا الابطال الذين علمونا حروفا لن تنسى ونقشوا على مقاعد صفوفنا كل معاني التضحية والاخلاص .فلن أنسى استاذي الفاضل الذي زارني في المستشفى وكتب على الجبيرة التي تلتف بها قدمي (كلنا نحن و زملاؤك الطلبة نتمنى لك الشفاء العاجل وقام بالتوقيع عليها )فضرب بذلك كل معاني الحب والوفاء بين الطالب والمعلم.

لقد كنّا نرتجف يا أستاذي عندما نسمع بأنك قدمت من الشارع الذي أسكن به فلم يهنأ لي النوم الّا في اليوم التالي وعيوني ترفرف في سماء مدرستي لعلك لا تتذكر بأنك قد رأيتني في ذلك اليوم .

أستاذي الفاضل .. لم أعشق يوما رائحة الطباشير ولا غبار يوم النشاط المدرسي إلا لأنك انت الذي أحببتني به فلن أنسى هذا الفضل يا أستاذي.

لقد كانت عظمة الاستاذ (القديم ) تضاهي عظمة رئيس دولة عظمى فعندما كنّا نسمع بكلمة أستاذ فلان أو معلّم فلان نتذكر كاسترو و جان جاك روسو وأحيانا هتلر فلم نجاوب في يوم من الايام أستاذ ولم نرفع صوتنا في وجهه حتى أن علامات المشاركة كانت تسجل لنا صفرا ليس لأننا طلاب جبناء لا نحب الدراسه ولكن لأننا طلاب نعشق الصمت أمام الاستاذ ونحترم مكانته فلا نشاركه الدرس ونلتزم بوضعية إصبع الشاهد على أفواهنا طيلة الفصل الدراسي .والله شاهد على ما اقول.

كانت الاجواء المدرسية في غاية الروعة حتى في وقت الشدائد فأنا أتذكر عصا الخيزران التي ضربت بها لأتفه الاسباب (في نظري) ولكنها كبيرة في نظر الاستاذ وعند مغادرتي المدرسة أتكتم على الموضوع فلا أخبر والدي و إخواني حتى لا ينهالوا هم أيضا مع استاذي الفاضل.

لقد تغير مفهوم الاستاذية في زمننا الحديث و أصبحت كنهاية رجل شجاع..وأصبح كل شيء ضد المعلم الوزارة نفسها وقراراتها وجميع الاهالي أولياء الامور ومن ناحية أخرى قد تكون تغييرات شخصية أدت الى ضعف مفهوم الاستاذية فأصبح لباس المعلم يقتصر على لباس الجينز (الجزره) والشعر المشنوق الى الاعلى (الواكس) و أصبحت مدارسنا مسرحا لعرض الملبوسات والفتوة وإظهار المفاتن سواء من الاستاذ ام الطالب فذهبت طبقة الاحترام التي تجمع المعلم بتلميذه مع إنهيار أسس التربية الحديثة وما ظهر بما يعرف بــ(التمدن الحضاري) وتناست وزارتنا الفاضلة الزي الموّحد الذي كان يشعر جميع الطلبة بالسواء وانتشرت المشاجرات بين قرانا ومدننا وانتقلت عدواها الى ساحات مدارسنا الفاضلة أيضا و أصبح المعلم ينظر الى مهنة التعليم من مفهوم ضيق على غير سابقه .

أساتذتي الافاضل ...نكّن لكم كل الاحترام والتقدير راجين من الله التوفيق والمضي كما كنتم أنتم قد علمتمونا و أن تبقى ساحاتنا المدرسية ساحات تشهد لها إنجازاتكم و أن يبقى علمنا الاردني خفاقا يرفرف في سماء مدارسنا مع إحترامي لأناملكم التي تعشق رائحة الطباشير ولها منّا كل التحايا....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد