شوق إلى نيسان

mainThumb

21-04-2009 12:00 AM

ها هو نيسان يلفظ أنفاسه ويكاد يرحل دون أن تكتحل منه العيون أو تشبع منه النفوس.

ها هو نيسان يؤذن برحيل الربيع الذي افتقدناه كثيرا لسنوات طويلة واشتقنا إليه شوق الظمآن إلى الماء ولكننا لم نحصل منه إلا على السراب.

الربيع في بلادي أربعة فصول وفي غربتي لا يوجد ربيع أبدا فكل العام فصل واحد عنوانه الغربة والشوق والحنين المزوج بالوحشة والألم والمعاناة.

أربعة عشر عاما مرت دون ربيع ولكنها لم تنسيني وقفة على مشارف أم قيس في يوم ربيعي اخضر اللون مملوء بعبق الزهور وكأنك في محل لعطور الطبيعة مجانا تشتم من هنا زهرة ومجانا تقطف من هناك وردة.

أربعة عشر عاما وجبال عجلون ما فارقت الخيال وقد كساها الربيع أجمل ما صممته يد الطبيعة من فساتين الجمال.

أربعة عشر عاما ما محت من الذاكرة أربعة أعوام من الرحيل الأسبوعي بين اربد والمزار الجنوبي مره عبر الطريق الصحراوي ومرات عبر وادي الموجب بكل ما في الطريق من جمال.

حتى الصحراء في بلادي أجمل من الصحراء في غيرها من البلاد. اشتاق إلى وادي الموجب وطريقة المتعرج وأتمنى أن يعود الزمان لكي ارحل إلى الجنوب مرة أخرى في مواسم هجرة بعكس مواسم هجرة الطيب صالح.

اشتاق إلى قرى المفرق بصحرائها وترابها ورياحها وزوابعها وأهلها الطيبين. اشتاق إلى كل ذرة تراب أو نسمه ربيعية قبل الغروب تحمل بعضا من لسعات البرد الذي يتمسك بالأيام ولا يريد للصيف أن يحل سريعا فتذبل الزهور وتغادر الطيور أعشاشها.

اشتاق إلى طائر السنونو يحلق في السماء الصافية ويحط على أسلاك الكهرباء صفوفا طويلة في صمت غريب.

اشتاق إلى رؤية طائر " أبو سعد " يعود من هجرته في طريقه إلي الشمال بعد أن كاد الشتاء يموت.

كيف لا يكون جميلا هذا الوطن الذي يكتسي خضرة في شماله وتتلون حجارته حمرة في جبال جنوبه مع كل شمس صباح في يوم صيف صاف كصفاء النفوس.

كيف لا يكن جميلا وطن يحدو فيه الرعاة أمام قطعانهم كل مساء في طريق أوبتهم بعد التجوال بين أعشاب نيسان.

آه ما أشد شوقي إلى نيسان . وفي النهاية أقدم أجمل تحية الى الأخ " اشرف الشرمان " الذي ألهمني حنينه إلى الأردن شوقي إلى نيسان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد