حجاج غزة ضحية لمؤامرات خارجية

mainThumb

07-12-2008 12:00 AM

بالرغم من آلام الحصار على أبناء غزة ،حيث الجوع والإستعباد والأمراض التي لا تنتهي ،ومازال أهل غزة يعيشون في ظلام دامس ،وبالرغم من صواريخ الحقد والضغينة التي تلقى على مقاوميها،فإن أهل غزة لا بواكي لهم ،وفي هذا العام يتعرض أهل غزة لمؤامرة دنيئة تشترك فيها أطراف إقليمية من أجل توجيه ضربة موجعة لحركة حماس وليس فقط للحجاج أنفسهم،حيث تم منع حجاج غزة من العبور عبر معبر رفح متوجهين إلى الديار المقدسة لتأدية مناسك الحج لأن أكثر الحجاج هم من أنصار وكوادر حماس.
فالكل يعلم أنّه منذ إستدعاء الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية لقادة حركتي فتح وحماس إلى مكة في عام 2006وذلك لإنهاء القتال بين الجانبين ،الأمر الذي ذهب ضحيته المئات وجرح أضعافهم،عندئذ إتفقت كل من الحركتين على الإستمرار في الحوار الوطني ،ولذلك هذا الأمر لم يرى النور ولم ينفذ على أرض الواقع ،حيث إتهمت حركة حماس بخرق هذا الإتفاق ،ولذلك إستفاد من هذا الإتهام طبعاً حركة فتح ،والتي حرضت بشكل كبير في وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية على قتال حماس ،فأطلقت عليهم إسم "الصفويين"أي أزلام إيران.
ومنذ أن تطور هذا الحدث إلى ما يحمد عقباه وإستمرار حركة حماس في مسلسل العربدة في غزة،فلذلك أن هذا الأمر جعل من الأنظمة العربية وبالخصوص دول الجوار ،بأن تتخذ إجراءات ضدها بالحصار والتجويع لإقتناعها المؤكد أن ما يحدث في غزة هو قمة التعاليم الصفوية لا أكثر ،فلم يثبت أنّها تنتهج سياسة واحدة للوحدة الوطنية الفلسطينية ،ولذلك كانت المملكة العربية السعودية السباقة في سياسة منع الحجاج من العبور إلى غزة وذلك بممارسة ضغوطها على مصر لتنفيذ ذلك ،وذلك كون مصر بوصفها الوسيط بين حماس وإسرائيل إستفادت من هذا القرار بأمرين هامين: - أنّه عند إنطلاق الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة في شهر تشرين الأول 2008 ،حيث مالبثت أن إنسحبت حركة حماس من ذلك الحوار ،وذلك بحجة أن حركة فتح مازالت تعتقل المئات من كوادرها في زنازين السلطة الفلسطينية في مختلف مدن الضفة الغربية ،حيث ترتب لهذا القرار خيبة أمل كبيرة على مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان الذي يرعى ذلك الحوار،ولقد شعرت حركة حماس آنذاك أن مصر ستوجه ضربة للحركة وكانت الحركة تعلم بها مسبقاً ،وبغرض التمويه سارعت الحركة على لسان الناطق الرسمي بإسمها أسامة الغصين إلى توجيه سيل من الإتهامات لسلطة الرئيس محمود عباس في رام الله متهمة الأخيرة بأنها تقف وراء منع الحجاج من الخروج خارج حدود غزة ،ومتحججة أن حجاج الضفة الغربية تم تسهيل خروجهم بينما حجاج غزة تم رفضهم،حيث هذا الأمر نفته سلطة رام الله جملةً وتفصيلا.
-أزمة شاليت:حيث نعلم أن مصر تقود الوساطة بين حركة حماس والعدو الصهيوني وذلك لتنفيذ صفقة ما يعرف بشاليت ،ذلك الجندي الصهيوني الذي تحتجزه ثلاث من فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إطلاق المئات منهم من السجون والزنازين الصهيونية ،ولكن بعد سياسة شد وجذب، إتهمت حركة حماس مصر بعدم الثقة في ملف شاليت ،لأنها لا تضغط على العدو الصهيوني في تنفيذ متطلبات الحركة وبمعنى آخر أن حركة حماس شعرت بالخيانة ،إستقر هذا العامل على الحركة الأمر الذي لم يروق لها، ،حيث قررت أن تجد وسيطاً دولياً يستطيع أن يضغط على العدو الصهيوني بدلاً من مصر،وعلى هذا الأساس علمت مصر بهذا الأمر الذي أصاب مدير مخابراتها بالخيبة ونكران الجميل،وخاصة وأن اللواء سليمان قد يكون من المرشحين لرئاسة مصر في القريب العاجل،حيث سيؤثر على مستقبله السياسي عاجلاً أم آجلاً.
وبعد كل هذه التطورات تفاجأنأ بإعلان الدولة العبرية عبر صحيفة هآرتس الصهيونية في الخامس من كانون الأول الحالي وبالتحديد بعد مؤتمر حوار الأديان الذي إنعقد في نيويورك ،والذي شارك به بيريز وتصافح مع العاهل السعودي راعي المؤتمر،فلذلك نشرت خبراً مفاده أن الصهاينة توصلوا مؤخراً إلى معطيات مهمة بشأن أنبوب المال الذي يغذي حركة حماس ،والتي تتشعب مؤسساتها بشكل كبير في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الخارج ،حيث أعلنت أن التنظيم العلوي المسمى "إئتلاف الخير " برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي والتي أقيمت عام 2001 حيث حولت مئات الملايين من الدولارات إلى أنصار حماس،وهذا الأمر بالتأكيد أثر على حركة حماس حسب إعتقادي.
ونتسائل لماذا الآن أعلنت الدولة العبرية عن ذلك ؟أليس هذا مايدلل أن الأطراف الإقليمية التي كانت مقربة من حركة حماس متواطئة في منع حجاج غزة من الذهاب إلى الديار المقدسة وبرعاية صهيونية –أميركية. ومن هذا المنطلق إرتكبت حركة حماس أخطاء فادحة هي الأكبر منذ إستلامها السلطة في غزة في حزيران 2006 ،وذلك لإلتزامها بالخط السوري الإيراني الذي يؤثر بشكل كبير على المصالح السعودية ،وخاصة أنّنا نعلم أن السعودية هي أكثر من موّل العمليات الفدائية والإستشهادية وذلك بغرض إسقاط المرحوم أبو عمار وحصاره إلى مالا نهاية والكل يعلم أنّ هذا الذي حصل.
وعلى هذا الأساس أصدرنا دراسة مؤخراً ناشدنا فيها فصائل الوطن الفلسطيني بعدم الإنجرار وراء الأوامر الخارجية لأن فلسطين ستتحول إلى حرب عصابات مستقبلاً ،فالكل أصبح يعربد فيها بواسطة تلك الفصائل ،التي مازالت ترتكب سياسات غبية أودت بنضالنا إلى نوم عميق ،فهل وصلت لحركة حماس تلك الرسالة التي بسبب السياسة المجنونة التي تنتهجها الآن، حرمت حجيج غزة من فرض ربّاني ،ولكن آن الأوان أن تعيد الحركة حساباتها بعدم الركوض وراء السياسة الكافرة ،حيث نطلب منهم الرجوع إلى قاموس العمليات الإستشهادية التي قادها أبطالها يحيى عياش وعزالدّين الشريف ومحمود أبو هنود،وإذا إستمرت حماس في ذلك المسلسل فأجزم أنّها ستذهب هباءاً منثورا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد