الجامعات والتنمية السياسية

mainThumb

29-11-2008 12:00 AM

التنمية بشكل عام مفهوم يشير إلى الزيادة والنمو والتطوير والتحسين في مختلف مناحي الحياة.

ولأن كان مفهوم التنمية الاجتماعية أكثر شيوعا وممارسة في الأردن من خلال ما نسميه وزارة التنمية الاجتماعية, والتي تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للفقراء والمعوزين من المواطنين على أساس أن الأردن دولة فقيرة من الناحية الاقتصادية, فان مفهوم التنمية السياسية يشير إلى أهمية توعية المواطن الأردني بدوره الذي قد يلعبه في بناء وطنه وأمته.

إن موضوع المشاركة السياسية الايجابية الفاعلة للمواطنين أصبحت حاجة ملحة لكل المجتمعات والدول التي تسير على درب الديمقراطية الحقة وضرورةً من اجل بقائها وازدهارها. لقد شهد التاريخ الحديث وفي بقاع مختلفة من العالم تحولات سياسية كبيرة, ولعل أهم ما يميز هذه التحولات أنها تحولات نحو الديمقراطية , وبغض النظر عن مقدار ومصداقية هذا التحول.

لقد بدأت الدولة الأردنية ومنذ العام 1989 بالتحول الحقيقي نحو الديمقراطية حيث بدأت على يد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال وما رافق ذلك التحول من إصلاحات ديمقراطية وسن تشريعات وأنظمة وقوانين داعمة.

إن الشباب وكما قال جلالة الملك عبد الله الثاني هم فرسان التغيير وهم عماد الدولة وصناع قرار المستقبل ومن هنا كان لا بد من تسليحهم وتأهيلهم ليكونوا حقا فرسان تغيير وصناع مستقبل ديمقراطي زاهر.

إن إدراك أهمية الرأسمال البشري و الاجتماعي هو الأساس في كل عمليات التنمية وخاصة السياسية منها, وهنا يبرز دور مؤسسات التعليم العالي وخاصة الجامعات منها في تحقيق واستثمار هذا الرأسمال البشري الاجتماعي ورعايته وتوجيهيه التوجيه المناسب.

إن للجامعات رسالة يجب أن تؤديها وهي المعيار في الحكم على نجاح هذه الجامعة أو فشلها في تحقيقها لأهدافها. الجامعات تؤسس من اجل التغيير وليس من اجل التمرير وتؤسس الجامعات من اجل التفكير وليس من اجل التكرير. هكذا يجب أن تكون الجامعة , مؤسسة مستقلة تستمد قوتها وهيبتها من قدرتها على إحداث التغيير وليس من خلال موازنتها واسم رئيسها أو عدد طلابها وخريجيها.

الأستاذ الجامعي يجب أن يكون مبدعا ومفكرا وليس ناقلا مقلداً, الأستاذ الجامعي يجب أن يكون حرا لا عبدا فالعبد لا ينجب أحرارا .

إن ما أشرت إليه سابقا قد يجعل جامعتنا تنجح حقا في ترجمة رؤى جلالة الملك المفدى وإكساب الطلبة لمهارات المشاركة السياسية الفاعلة وبغير ذلك ذلك نكون كمن يعلم طفلا الركض قبل أن نعلمه المشي, وهذا مخالف لا بسط قواعد النمو.
 abdallahazzam@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد