صحيفة السوسنة الأردنية

دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحادث الدنيا بقاء ( الإمام الشافعي ) .

تمر الأيام كأنه سنون فيها الحلو والمر ، وما أسرع اللحظات السعيدة فهي تمضي كالبرق ، تكون مثل النسمة الطيبة إذا هبت من الشرق ، وتفوح رائحتها كالرائحة المسك والفل ، وصباحها شمسها باردة وتضاحك الطير وهي تنشر أشعتها الصفراء بتساو بين الأرض والسماء.

وتستمر الحياة بشتى ألوانها فالمر ما أبطئ لياليه و ما أقساها فهي أمر من الحنظل ، وتدور في نفس كل امرئ يعاني من هذه اللحظات المرة ، والأمر في هذه الأيام إذا كان هناك شخص ثقيل الدم يعكر صفو هذا اليوم أكثر ، فتصبح تكره كل ثانيه تمر عليك .

لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل دقائقه سنين ومن ثوانيه شهورا ، حاول أن تزرع فيه الخير ، تستغفر من ذنبك ،وتسدي فيه جميل، تعرف أن هناك ربا هو الذي يسير يومك ، تذكر انه هو الذي إذا أراد شيئا فيقول له كن فيكون .

وكما قال الشيخ عائض القرني في كتاب ( لا تحزن ) إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمس الذي أظلتك شمسه وأدركك نهاره هو يومك فحسب عمرك يوم واحد فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضى وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحف المرعب .

وأخيرا :- تبقى الحياة حلوة بمرها ولولا المر ما تذوقنا الحلو ، ولولا الدمع ما تبسمنا يوما ، ولولا الأمل ما سعينا ، إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحده تجعلها أيضا أمام ناظريك في المكتب على المحفظة ، فكل مكان تتوجه إليه عيناك مباشرة