ثورة المعلومات .. هل وظفناها جيدا؟

mainThumb

16-12-2008 12:00 AM

كنا نظن في السابق أن ثورة المعلومات ستعود علينا بالفائدة كما فعلت في المجتمعات الغربية وساهمت في حل المشكلات, ولكن يبدو أنها لم تقدم على الأقل ما كنا نطمح إليه من تطور وتقدم أو رقي في المجتمعات.

فالجهاز لدينا في الأغلب ليس للعمل ولا يقوم على بناء المجتمع، بل حولناه إلى وسيلة للترفية أو للقضاء على الوقت الذي قضى علينا من خلال الساعات الطويلة التي يقضيها الفرد أمام هذه الأجهزة.

في اليابان مثلا أصبح التنافس على من يصمم برنامجا للحاسوب قد يساعد في أي شيء. أما عندنا ، فمعدل ما يقضيه الفرد سواء على أجهزة الانترنت أو حتى الحاسوب يفوق ما يقضيه الفرد الياباني؛ فلماذا يا ترى كل هذه الإهمال في استغلال هذه التقنية المفيدة؟ قد يتعجب البعض من سر تقنية الانترنت هذه وحقيقة أنها متاحة للعالم بعدما كانت مقتصرة على البنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكية )، وبالتالي لم نتعود على هذا الكرم الأميركي، وطبعا يرجع السبب أن هناك تقنية لم يكشف عنها الغطاء بعد, فالولايات المتحدة لا تعطي تقنية كهذه حتى تكون قد أنتجت تقنية تسيطر على هذه التقنية السابقة.

ففي حين وفرنا وظائف لخريجي الجامعات في مجال نظم المعلومات والبرمجيات وعلم الحاسوب والهندسة, يجب علينا أن لا ننسى أننا قد استغنينا عن موظفين عندما حل الحاسوب وغيره من وسائل التقنية محل الموظف التقليدي في المصانع أو غيرها, فعلى سبيل المثال يمكن أن يحل جهاز حاسوب محل عشرات العاملين في مصنع أو شركة.

لذلك خلف لنا هذا التقدم مشكلة أكبر من وجهة نظري بالرغم مما قدمه من تطور، وأظن أنه حقق إنجازا في الغرب أكثر من كونه وسيلة ترفيه في بعض الأحيان سواء في البيت أو حتى في العمل.

إن الثلاثين ألف طالب الذين يتوقع تخرجهم هذا الفصل من الذين يحملون درجة البكالوريوس في علم الحاسوب سواء في الهندسة أو في البرمجة ليس من المعقول أن يجدوا جميعهم عملا ووظيفة في مجال الحاسوب؛ فمعروف لدى الجميع أن أكثر نسبة عاطلين عن العمل هم من الذين درسوا هذه التخصص. جيد أننا أخذنا ذلك التقدم ولكن كان من الأفضل استغلاله بشكل أفضل عن الذي فيه نحن الآن، فقلما نستفيد من هذه التقنية على خلاف ما تدره على الغرب من بلايين الدولارات, أضف إلى ذلك ما تقدمه في مجال التنمية الاجتماعية.

نحن للأسف دائما نستعمل التكنولوجيا بطريقة خاطئة وغير التي أنتجت من أجلها. لذلك تعلمنا لغة الكمبيوتر, ولم نستطع إتقان اللغة التي نتواصل فيها, نستعمل كلمة التواصل كثيرا وكل منا مذبوح بالشعور بالوحدة.

لقد وفرت لنا التكنولوجيا الكثير من أوقات الفراغ, وإحساسنا بالوقت شبه معدوم. إننا ننفق بتهور ونملك كثيرا, لكن قلما نستمتع بما نملك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد