شجرة تواجه حكم الإعدام !

mainThumb

20-12-2008 12:00 AM

قد يبدو هذا العنوان غريباً للبعض ، ولكن هذا ما حصل بالفعل لتلك الشجرة وإذا ما رغبتم بمعرفة التفاصيل تعالوا أنقل لكم الخبر بكل صدق وأمانة :

كانت تلك الشّجرة راسخة في الأرض تتنعم بما آتاها الله من خير هذه الأرض المعطاء ،شامخة و رافعة الهامة ،تكاد تطاول عنان السّماء شموخ الأبطال المغاوير ، لا يهزّها هبة ريح ،ولا برد الشتاء القارس ،وحتى لو كان ذلك في (كوانين)، خضراء يانعة، مورقه وكأنها تلبس حلة من سندس، ظلالها في أيام الصيف يغنيك عن مشاريع التكييف في القرن الحادي والعشرين ، وهي بمثابة أم رؤوم حانية توزّع الحب والحنان لكل من ينشدها ولا تبخل أن تعطيه للطير والدواب ولأبناء بني البشر مهما كانت ديانته ومهما كانت طائفته فهي لا تفرّق بين من ينشدها من ذكر أو أنثى ، كانت تقبع بين أشجار الزيتون المباركة لكنّ اسمها مختلف أسموها ( خروب ) لكنّ حالها في ذلك البستان حال بنات هذه الأرض التي تعيش من خيرها ببركة الله ، ليس لديها باب ولا حراس ، ذهبنا لقطف الزّيتون ، ويا لهول المفاجأة ، أين اختفت تلك الشجرة الأصيلة الفاضلة النبيلة صاحبة الشرف الرّفيع ، لم يكن الأمر بحاجة لتحقيق فالجواب على سبب اختفائها كان ليس بالأمر الصّعب .

جاء المجرم ( وهو من طائفة بني البشر) ليس بطائر ولا دابة وأنا متأكّد أنّ الطير والداّبة يخجل من فعلته الشنعاء تلك ومجريات الإعدام واضحة ولا تحتاج إلى تحليل قام المجرم بقطعها ولم يكتف بذلك بل أحرق ما تبقى من جذورها لإخفاء الجريمة ( لقد أصدر حكماً بالإعدام على الضحيّة البريئة ، لماذا فعل ذلك؟ الجواب واضح أيضاً ليستفيد من حطبها ، إما ليستدفىء به أو ليبيعه بدراهم معدودة ، ما ذنبها هذه الفاضلة النبيلة الوادعة التي تعطي الحب والحنان لكل بني البشر !!!.

ليست هذه هي الشّجرة الوحيدة التي واجهت هذا الحكم بالإعدام ، ولكن هناك عشرات الآلاف من الأشجار في هذا الوطن العزيز قد واجه نفس الحكم !!!!، ألا يتق الله هؤلاء المجرمون بحق الطبيعة الخضراء في وطني الأردن ( لماذا يحملون شعار نحو أردن أصفر وليس نحو أردن أخضر ) !!!! .

أتمنى أن يراعي المواطن الكريم جماليّة هذا الوطن بطبيعته السّاحرة وأن يحافظ على منجزاته الوطنيّة وإن كان لا بد من الحصول على الحطب للتدفئة علينا أن لا نجتث الأشجار الخضراء اليانعة من جذورها بل أن يكتفوا باليابس منها حرصاً على جمال هذه الطبيعة السّاحرة .

Odat52@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد