مين يداويك؟

mainThumb

21-12-2008 12:00 AM

طالما احترت وفكرت وبحثت عن سبب شغف المجتمعات العربية بالمسلسلات، العربية منها أو البدوية أو الخليجية أو المكسيكية، ولكنني لم أجد جواباً مقنعاً، وبعد أن يئست وتناسيت الموضوع عاد إليّ نفس الشغف مرة أخرى ولكن لسبب آخر.

فقد كنت أتصفح الانترنت وبجانبي ابني الذي لم يبلغ الرابعة يومها، وقرأت في خبر أن عروساً بحرينية طُلقتْ من زوجها لأنها أرادت منه أن يتشبه بـ ( مهند ) وعرض الموقع صورة للسيد المجدد مهند، فسألني ابني : مين هذا؟ فقلت: والله ما أعرف .. لأني يومها لم أكن أعرف عن هذه الشخصية شي. فقال: هذا مهند؟ تركت كل شئ بيدي وتوجهت له : مين مهند ؟ خالك؟ قال : لا ، مهند إليّ في التلفزيون... استدعيت زوجتي : مين مهند إلي في التلفزيون؟ الجواب: ما أعرف. رجعنا للأخ راشد : مين حكالك عن مهند ؟ قال: سلام.

وسلام هذه يا سادة هي حضرة الشغالة، والتي تتابع مسلسل مهند ونور أثناء تواجدنا خارج البيت، والذي عرفت بعد هذه الحادثة أنه عامل أزمة مرورية في كل بيت جنباً إلى جنب مع مسلسل سنوات الضياع الذي تسبب أيضاً بتضخم عائلي أمام شاشات التلفزة... وكان أفضل حل للمرأة العربية التي ترغب بإسكات أبنائها والتخلص من التوتر والمشاحنات فقط أن تدعوهم لحضور أحد هذه المسلسلات.

نعم، لقد سمعت صوت رنة الإبرة في أحد البيوت وفيه أكثر من 7 أطفال، والسبب وجودهم أمام أحد هذه المسلسلات.

لقد تأثرت بهذه الحادثة كثيراً، وعرفت مدى المأساة التي تعاني منها الأمة، حين تتحول الطاقات إلى هذا المستوى، لقد ذكرتني هذه المسلسلات كم نحن أضحوكة، فمسلسل " سنوات الضياع " - الذي يقدم لنا بطياته الدين على الطريقة العلمانية - يحمل مفارقة في اسمه ، فهل هناك ضياعاً أكثر من ضياع الوقت أمام هذه الخزعبلات، وهل سنسترد زماننا ونحميه من الضياع بهذه الطريقة.

ومسلسل العشاق "نور" أي نور ذاك الذي تتأملون فيه، إنما هو ظلام في بحر لجّي ليس له من أمل، ولو كان في ( جحا خير.... كان قدمه لغنماته ).

مفارقات بين الأسماء والمسميات ونحن نتقبل الغث والسمين بلا أي عناء، بل وإن أفشل المسلسلات في بلادها ترى الـ (نور) في بلادنا، فنحن أصحاب الروية الثاقبة والمتفحصة لكل جديد ومفيد!!

لم يبق?Z للمسلسلات التركية في هذه الأيام إلا أن تقول للمسلسلات الأخرى غير ( دواء ) و (موتوا من القهر ) و يمكن توصل المشاحنات إلى حد أن ( ورودنا إلها دموع ووردكم ..... ). فهي الدواء الشافي لعلاج كل معضلة! وشكراً لهم لأنهم عرفوا كيف يداوونا.

يا جماعة الخير الورد ما اله دموع، ورحم الله أيام مسلسل ( النشامى )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد