مؤشرات انتخابات الجامعة الاردنية و التشريعية بعد عام واحد .. !

mainThumb

18-12-2009 12:00 AM

محمد حسن العمري

-1-

تأكدت فيما تابعت هوية الفائزين اليوم بانتخابات مجلس طلية الجامعة الاردنية التي جرت الخميس الفائت ووصفها رئيس الجامعة بأنها الانجح في تاريخ الجامعة الاردنية ، واسفرت بالفعل عن تمثيل نسبي لتوجهات الشارع الاردني خلف حرم الجامعة ، وهو ما يؤشر على ارهاصات اولية من الممكن ان تصبغها الانتخابات التشريعية الاردنية التي ستجري بعد اقل من عام من انتخابات الطلبة في الجامعة الاكبر والاعرق في الاردن..!

-2-

لم يعد ثمة تيار متبلور سياسيا بالجامعة غير التيار الوطني –الذي كان يعرف سابقا و تنظيميا باسم وطن - و التيار الاسلامي والاخير فاز بحسب الاعلان الرسمي بنحو 16 مقعدا فقط من المقاعد التي جرت فيها الانتخابات ومن الممكن ان يكون في بعض مقاعد التزكية وعددها كبير جدا ايضا وصل الى 39 مقعدا ، وحسب التجربة الانتخابية الاردنية التي تمتد الى عشرين سنة ، فان النتائج الطلابية في الجامعات الاردنية هي مؤشر دقيق جدا للانتخابات التشريعية النيابية تماما ، ومعلوم للجميع انه قبل تاسيس الجامعة الاردنية عام 1962 وكان ثمة انتخابات نيابية اردنية لم تكن جامعات للرجوع اليها ومقارنتها مع الانتخابات الحزبية التي شهدها الاردن في الخمسينات ، لكن اول انتخابات حزبية جرت في منتصف الثمانينات وكانت تكميلية افرزت فوز ثلاثة مرشحين اسلاميين لمجلس النواب ( شبيلات-العكايلة-الكوفحي..) وعلى اثرها فاز التيار الاسلامي بمقاعد الجمعيات الطلابية قبل ان تعود الانتخابات التشريعية عام 1989 ويفوز فيها 26 نائبا من الحركة الاسلامية من اصل 30 مرشحا لهم وفي نفس السنة فاز 78 مرشحا للتيار الاسلامي بانتخابات تحضيرية للاتحاد الطلابي في الاردنية من اصل 80 مقعدا في عهد الرئيس عبدالسلام المجالي الذي صار رئيسا للوزراء، وقبل سنتين اذ جرت الانتخابات التشريعية التي تمثلت فيها الحركة الاسلامية باقل نسبة لها خلال عشرين سنة ، وتزامنت بعد عام واحد بعودة انتخابات الجامعة الاردنية وتمخضت عن فوز محدود للتيار الاسلامي ليعود تمثيله الى المربع الثاني بعد تيار وطن الذي كان غائبا خلال هيمنة التيار الاسلامي على الانتخابات حال فترة التسعينات ، وباعتقادي مع وجود تيار ليبرالي ايضا اقرب الى التيار الوطني كذلك تصبح حصة التمثيل للحركة الاسلامية محدودة جدا لا تتعدى خمس اعضاء المجلس ، وهو تمثيل له دلالات كثيرة كما الانتخابات نفسها..!

-3-

اكبر المفاجآت قبل نتائج الانتخابات هي فوز 39 مرشحا بالتزكية ، وفي كليات مهمة جدا في الجامعة او بعض اقسامها كالطب والاداب ، والحقوق ، والاخيرة هي اصعب الكليات واكثرها تمثيلا للاطياف السياسية ، وهذا يعكس مؤشر مهم جدا وهو ان الانتخابات –اي انتخابات- في الاردن لم تعد بذات الاهمية ، ولعل على راسها الانتخابات التشريعية التي صارت الى اسوأ مسمى لها عبر وسائل الاعلام الاردنية غير الرسمية ، وفتحت الابواب كلها امام تسفيه مجلس النواب وتسفيه دوره وتحويله الى نادي شخصي لتحقيق المكاسب الفردية ليس للتشريع ، وهذا انعكس على عدم وجود تنافس في 40% من مقاعد مجلس طلبة الجامعة الاردنية ووصولها الى اهون الطرق وهو التزكية..!

-4-

من المؤشرات الايجابية ايضا وللعام الثاني على التوالي لم تترشح الحركة الاسلامية بصورة اغلاقية لجميع المقاعد ، بمعنى انها انتهجت سياسة التمثيل وليس الاغلاق او الاحتكار ، وحصلت على المقاعد التي حصلت عليها ، وفي هذه الحالة تكون قد فسحت المجال امام شرائح كثيرة من المستقلين لتكون موجودة في المجلس ، لكن الغريب في الانتخابات الاخيرة والتي سبقتها ان التيار الاسلامي كله خرج من دائرة الريادة والقيادة الى دائرة التمثيل ليس اكثر ، وربما هذا ما ستكونه الانتخابا التشريعية التي ستجري بعد عام وفي تعهدات رسمية باجرائها في حرية ونزاهة تامة ، المؤكد ان التمثيل الاسلامي لن يعود الى المربع الذي بدأته عام 1989 لكنه سيكون بالتأكيد افضل من الحالة التي شهدتها الانتخابات التشريعية التي انتهت بحل المجلس قبل اقل من شهر ، وكان المجلس نفسه مثار شك و ( تشكيك!)..!

-5-

تعتبر انتخابات الجامعات وعلى راسها الجامعات الرسمية خصوصا الاردنية واليرموك والعلوم ومؤتة ، هي انتخابات تشبه الانتخابات النقابية ، ولم تسجل فيها اي شكوك بالنزاهة خلال عقود ، والشاهد على نزاهتها –خلاف الانتخابات النيابية التي يطعن بها دائما- فان ادارة الجامعة الاردنية التي ضجرت كثيرا في عهود سابقة من احتكار التيار الاسلامي للانتخابات، وكانت غير قادرة على التدخل فيها نحت نحو الصوت الواحد للوصول الى تمثيل اكثر شمولية للطلبة ، غير ان التيار الاسلامي فاز بنسبة مشابه ضمن نفس القانون ، وبلغت الجرأة في عهد رئيس الجامعة الاردنية الاسبق الذي يشغل اليوم منصب وزير التربية، اذ قرر الغاء مبدأ الانتخابات و جعل الاعضاء من صلاحياته وصارت الانتخابات الى نصف الاعضاء فقط ، وهو من اسوأ القرارات التي من الممكن ان تتخذ في عملية انتخابية تجعل الاغلبية الممثلة للطلبة هي من اختصاص رئيس الجامعة ، وكان لا بد من تغيرها وهو ما حصل فعلا قبل عام بعهد الرئيس الكركي ،المهم ان الانتخابات الطلابية هي انتخابات شفافة ونزيهة بالكامل ، ولا يمكن التدخل بها الا عبر القوانين وليس العبث بالصناديق نفسها..!

-

-6-

خلال السنتين الاخيرتين في انتخابات الطلبة ، شهدت عودة واضحة للتمثيل العشائري في الجامعات ، وصارت في انتخابات اخرى غير الاردنية الى وجود مرشحين لمناطق جغرافية معينة ، فالطالب الفلاني هو مرشح ( الاقليم!) الفلاني ، او العشيرة الفلانية ، ويحاول الكثير الخروج من تخصيص اقليمي عشائري للعملية الانتخابية (التربوية!) ، لكنه واقع حاصل ، والمشاجرات والمشاكل التي حصلت في الجامعات خلال الفترة الاخيرة هي انعكاس واضح لذلك ناتجة عن حصيلة تشوهات كبيرة يعانيها الاردن بالكامل وليس الجامعات فحسب..!

-7-

يتبقى امام الاردنيين عام او اقل لاجراء الانتخابات التشريعية العامة ، ويتطلع الجميع الى ما يمكن ان يكون نقلة نوعية في مجلس منتظر ، لكن الحقائق على الارض لا تشير الى حصول متغيرات كبيرة قادمة ، هناك عزوف نسبي عن الانتخابات ناتج عن خيبة امل كما حصل مع مقاعد التزكية ، وهناك تركيبة سكانية هجينة في الاردن لعل اهمها هو العنصر غير السياسي ، بمعنى ان القادمين الجدد لمجلس النواب المأمول لن يكون خارج هذه الاهتمامات ، وهو سيكون من الاردنيين كيف يفكرون وماذا يأملون من طلابهم الى نقاباتهم الى ( نوابهم!)..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد