هجرة الرسول اسئلة في الواقع والمأمول

mainThumb

28-12-2008 12:00 AM

يمكن القول أن الأمة العربية الإسلامية تعيش حالة من الانكسار والتقهقهر والخذلان والضعف ما عاشتها منذ أمد بعيد.

ففلسطين الحبيبة ومقدساتها ما زالت ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الغاصب البغيض منذ عقود والعرب والمسلمون في كل بلاد الدنيا حاولوا ويحاولون تخليصها وفك أسرها وتحريرها من عدو حاقد ولكن كم يقولون هيهات هيهات ما خرجنا الا بخسارة تلو خسارة.

تحالفنا مع المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي سابقا وتحالفنا مع الولايات المتحدة الأمريكية ولهثنا خلف بريطانيا العظمى وغيرهم من القوى الدولية ولكنهم خذلونا ويخذلوننا كل في كل مرة.

لم يترك العرب والمسلمون قوة في شرق العالم او غربه أو وسطه إلا وطلبنا منها العون والمساعدة, تقربنا إليها وتوسلنا الخلاص وما زادنا ذلك الا تبارا وما كسانا ذلك إلا ذلا وضعفاً .

ما زلنا نحتاج إلى إذن لنصلي في المسجد الأقصى, أولى القبلتين وثالث الحرمين فهو ممنوع علينا.

العراق أيضا مهد الحضارات موطن العلم والمعرفة, موطن العزة والأنفة مهشم محطم لا يقوى على درء الخطر والمفاسد عن نفسه وأهله. إن حال المسلمين في كل بقاع الدنيا قد صارت مأساة وعذابا. ماذا عسى أن نقول في ذكرى هجرة المصطفى صلى الله عليو وسلم وبماذا قد نعتذر؟ .

أنقول له أنا اتبعنا نهج غيره؟أنقول له أننا بألف خير وأننا قد أصبحنا عالماً ديمقراطياً؟ أم نقول له أننا وجدنا أفضل مما ترك لنا؟ ام نقول له أننا ننتظر الدعم من اصدقئنا في امريكا او روسيا أو ربما الصين لنداوي جراحنا؟ أنقول له أن رئيسا أمريكيا جديدا قد تم انتخابه قبل اشهر وان به عرقا مسلماً ولكنه لم يتسلم السلطة بعد واننا سنلجأ اليه كي يعيد لنا شيئا من حقوقنا وكرامتنا واننا متفائلين به وبادارته الجديدة؟ ام نقول له اننا سنشتكي حالنا إلى المنظمات الدولية , سنشتكي إلى الأمم المتحدة ومجلس الامن؟ فهي مؤسسة عادلة وسترد لنا حقوقنا المسلوبة وأننا قد نجحنا في استصدار 65 قرارا من الأمم المتحدة على الأقل تدين إسرائيل؟ ماذا سنقول للحبيب في يوم هجرته اذا ما سالنا عن غزة ودماء أبريائها, ماذا نقول إذا سألنا عن غزة وشهدائها , ماذا نقول إذا سألنا عن غزة وأطفالها أو غزة ونسائها؟ .

أنقول له أننا ننتظر أن يفتح الأشقاء المعابر؟ أنقول له أنا استنكرنا وشجبنا؟ أنقول له أننا ننتظر أن يرسل الأشقاء الدواء والغذاء والذخائر؟ ام نقول له صلى الله عليه وسلم اننا سنجتمع قريبا ونناقش الأمر؟ أنقول له أن دماء غزة لا تعنينا؟ أنقول له صلى الله عليه وسلم أننا متفرقون ومنقسمون إلى شيع وجماعات وأننا نشن ألف حرب وحرب على بعضنا البعض كل يوم؟ .

أنقول له أن كثيرا منا يموت جوعا؟ أنقول له أن المجاهدين قد سميناهم إرهابيون وان لدينا الآن آلاف المغنيات والراقصات وان قيمنا قد تبدلت واننا اصبحنا نستمرىء الحرام ونامر بالمنكر وننهى عن المعروف؟ بأي وجه نلقاك يا سيدنا يا أبا القاسم وبأي عذر نعتذر في يوم هجرتك؟ إن مثل هذه الاسئلة وغيرها الكثير يحتاج الى اجابة وعودة صادقة الى سنة نبينا وحبيبنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم لنتبع طائعين راغبين ما تركنا عليه من الهدى ودين الحق حتى لا نضل ولا نشقى ابدا وعندها وعندها فقط يمكن ان تتغير احوالنا. فلنهجر ما نهى عنه عليه الصلاة و السلام ولنقبل على الله جلت قدرته ونطلب منه الصفح والغفران والعزة والنصرة انه القوي العزيز المجيد. بأبي أنت وأمي يا حبيبي يا رسول الله .
 abdallahazzam@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد