"الإسرائيليون" و "اليهود" و "الصهاينة" : دراسة مُوجزة في المفاهيم (2)

mainThumb

11-01-2009 12:00 AM

وحتى نظهر الفرق بين هذه المفاهيم دعونا نتأمّل الأفكار التاريخية المُجزة التالية :

أوّلاً:- تسمية " إسرائيل " : إنّ إسرائيل هو يعقوب حفيد ابراهيم الخليل عليهم السلام ، وأبناؤه هم بنو إسرائيل ، الذين ورد ذكرهم في الأسفار ودورهم محصور في منطقة " حرّان" حيث وطنهم الأصلي الذين ولدوا ونشأوا فيه ، وأمّا فلسطين في أرض غُرْب?Zتهم ، وأنّ أسماء غبراهيم ويعقوب ويوسف وردت في الكتابات المصرية وهي تعود إلى ماقبل عصر موسى عليه السلام ممّا يدلّ على أنّها كنعانية ، وقد انتهت الفترة التي ظهرت فيها تسمية إسرائيل بعد أن هاجرت أسرة يعقوب إلى مصر وانضمت إلى يوسف على قول التوراة نفسها ، فاندمجت وذابت في البيئة المصرية كُليّاً، ومن الجدير ذكره أنّ فكرة التوحيد أصلاً دخلت إلى مصر قبل الفرعون احناتون ( داعية التوحيد) بعدّة قرون .

إنّ إبراهيم الخليل عليه السلام وحفيده إسرائيل وبنوه هم أقرب لنا (العرب بالذّات) من هؤلاء الصهاينة الذين لصقوا أنفسهم بأعرق الأنساب لكي يعملوا ما يشاءوا ، تماماً كما اللقيط الذي تنسبه الدار التي آوته إلى أعرق العشائر ظنّاً منها أنّها تُنسيه الحقيقة المُرّة التي وراء وجوده ، ويقول تعالى " م?Zا ك?Zان?Z إِبْر?Zاهِيمُ ي?Zهُودِيًّا و?Zل?Zا ن?Zصْر?Zانِيًّا و?Zل?Zكِنْ ك?Zان?Z ح?Zنِيفًا مُسْلِمًا و?Zم?Zا ك?Zان?Z مِن?Z الْمُشْرِكِين?Z"(آل عمران 67).

ثانياً :- موسى عليه السلام وقوم موسى: إبتدأ دورهم بعد تسمية إسرائيل بحوالي ستّة قرون ، والموسويون كما تدل الأحداث هم الجنود الفارين على أرجح الإحتمالات تصحبهم جماعة كبيرة من الهكسوس ، وهؤلاء كانوا يدينون هم والنبي موسى بدين التوحيد الخاص الذي دعا إليه أخناتون فرعون مصر ، وهو الدين الذي يدعو إلى عبادة الإله الواحد إله المخلوقات ، عن طريق نشر الإخاء العالمي بين الإنسان وأخيه الإنسان ، وبذلك تكون ديانة موسى هي نفسها ديانة إبراهيم الخليل عليهما السلام .

*** عزيزي القارئ : للحديث بقية إن شاء الله ، ولمن يرغب بتفاصيل هذه المفاهيم وما حولها من أحداث يّنصح بالرجوع إلى كتاب الأستاذ الدكتور أحمد سوسة : العرب واليهود في التاريخ ، العربي للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق ، 1986.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد