صحيفة السوسنة الأردنية

آن الآوان وبالسرعة الممكنة دعوة قوى الشعب الفلسطيني المناضل الى تجسيد الوحدة الوطنية بالإتفاق والوفاق , وإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية على أساس برنامج سياسي مشتق من وثيقة الوفاق الفلسطيني الوطني , لمواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي المتصاعد , والرافض لمطالب مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار الملزم , والذي هو دائما وأبداً خارجاً ومتمرداً على القانون الدولي والعرف الدولي , وهذا لا يأتي من فراغ حيث أخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة والتي تعتبر نفسها سيدة العالم والحارس على هذه الأمم التي لا حول ولا قوة لها .

الدعوة والاسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية تاركين وراءهم جميع الخلافات التي عصفت فيما بينهم من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني ومن أجل مواجهة الإحتلال بعدد وقوة أكبر . وكذلك على الدول العربية والتي لم تقدم للفلسطنيين سوى مساعدات بسيطة وهم ليس بحاجة الأن سوى لقرار ولم يصدر .

ولم يبقى على الدول العربية وأقلها سوى كشف الحقائق الكاملة عن جرائم الحرب التي ترتكب بحق الفلسطنيين في غزة , وإزالة الغموض الذي يكتنف هذه الجريمة برفع قضية في المحكمة الدولية لمعاقبة اسرائيل بجرائم الحرب من رئيس الوزراء وخليته التي أعدت للحرب والتي لا ولن كسر إرادة الشعب الفلسطيني , وهل المحكمة الدولية ستنظر بقضية اسرائيل كما نظرت بقضية سلوبادان ميلوشيفش رئيس جمهورية صربيا بعد أن ارتكب جرائم حرب بمناطق البوسنة والهرتسك أم ستتدخل أمريكا كالعادة وتدافع عن أخر ولاية امريكية لها في أرض فلسطين العربية .

العدوان الأسرائيلي لن ولا يفرق بين أبناء الشعب الفلسطيني , فهو يستهدف الجميع بغض النظر عن العمر واللون والإنتماء حيث أكثرية الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ , حيث يواجه صعوبة ومهمة مستحيلة للوصول الى المقاومة الذي تعلموا كيفية الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني حيث ترعرعوا في الظلم زشربوا حليب الحرية من امهاتهم وسيروي تراب الوطن بدمائهم العطرة .

الإحتلال الأسرائيلي استغل حالة عدم الوفاق بين الفصائل الفلسطينية من جهة وبين نهاية فترة حكم بوش اخاهم في الدين وحالة الانقسام التي عصفت بالحكومة الفلسطينية منذ فترة ليست بقصيرة , وهذا العدوان يستهدف القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني وخلق شرخ طويل الأمد بين الفصائل ولن ينجح بمخططه الأستعماري ولن يهزم المقاومة , ومن جهة ثانية ما بعد غزة حيث يتوقع ويخطط الاحتلال بأن غزة لمصر والضفة للأردن ويصبح الاردن وطن بديل وهذه امنية ابليس في الجنة .

العدوان الاسرائيلي الأخير تجاوز كل الخطوط الحمراء بقصفه للمدنيين الأمنين والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات والمحال التجارية والمنظمات الدولية للإغاثة وحتى لم يفسح مجال بقبر الشهداء حيث اكرام الميت دفنه . وللأسف الجميع يدعو من كل العالم والمنظمات الحقوقية الدولية الى التدخل للجم للعدوان الاسرائيلي المستمر ولا حياة لمن تنادي . قطاع غزة يواجه كارثة انسانية حقيقية في هذه الأثناء وعلى كل الصعد واصبح يفتقد الى الحد الأدنى من السلع والبضائع والنقص الحاد في المستلزمات الطبية والماء والطعام و.. و.. و .

لا أعرف ماذا تنتظر قوى الشعب الفلسطيني لتجسيد الوحدة الوطنية ولا أعرف ماذا ينتظر زعماء العرب وهل يرغبون بعزيمة مناسف على أمل الإجتماع أم تصريحات ناريه لا جدوى لها أم ... ؟ وكل هذه اسئله سيجلها التاريخ ... وسجل يا تاريخ ويا ليت ان يدرسوا تاريخ العرب القديم ويرى العرب ما كنا عليه في السابق وما نحن عليه وسجل يا تاريخ حيث ستكون قصة يقرأها أحفادنا وعندها يأتي السؤال الشعب العربي وين ... وين الملاين . .. وين ... وين ... وين ... وين ... وين ... ؟؟؟؟؟؟؟