صحيفة السوسنة الأردنية

يخلط الكثيرون من الناس بين مفاهيم : الإسرائيلي واليهودي والصهيوني، ويُفكّرون أنّها مفهوم واحد ، وهذا خطأ فادح روّج له الصهاينة الذّين زيّفوا الحقائق وخلطوا الأدوار التاريخيّة رغم الفوارق الزمنيّة الكبيرة بين هذه المفاهيم ، حيث اعتقد العامّة والكثير من المثقفين أنها حقائق تاريخية متصلة عرقيّاً وفكريّاً ( دينيّاً ) ، فخسرنا الكثير جرّاء ذلك ، وقد صدق الأستاذ أكرم زعيتر حين قال " إن إسرائيل قد استعانت على إغتصاب بلادنا بتزييف الحقائق أكثر ممّا عنينا نحن بإيضاحها" إذاً نحن معنيون جدّاً بإيضاح الحقائق ، ومن هنا تأتي أهميّة هذا المقال ( على إيجازه) .

وقبل الحديث عن هذه المفاهيم دعوني أستعرض معكم أهم التصريحات الي أدلى بها يهودي حقيقي يعرف التاريخ أكثر ممّ نعرفه ، وهو الحاخام ابراهيم بن دفيد سلفينسي من حركة " ناطوري كارتا" وهي حركة يهودية غير صهيونية ، حيث صرّح بالأمس لجريدة " الدستور " قائلاً : إن الخاسر الوحيد في هذه الحرب ( حرب غـزّة) هم اليهود الحقيقيون الذين نُمثّلم وهم كُثُر في إسرائيل.

ومن تصريحات هذا الحاخام تلمس عزيزي القارئ الفوارق الكبيرة بين مفاهيم : الإسرائيلي واليهودي والصهيوني ، وممّا قال :

1- " الصهاينة هم مجرد زُمرة من المحتالين قامت بالإستيلاء بصورة عدوانية ظالمة على ملايين اليهود عن طريق تشكيل موجة واسعة من اللاسامية في العالم لخدمة الحركة الصهيونية "

2- " الصهيونية لا يمكن لها أن تُمثّل بأي شكلٍ من الأشكال الشعب اليهودي الحقيقي وهي لا تملك أي حق حتّى على شبر واحد من الأرض المُقدّسة "

3- " نتمنّى أن تنهار بصورة تامّة ونهائية سلطة الشرّ الصهيونية ولتخضع الديار المُقدّسة بالكامل للسُلطة الطبيعية الفلسطينية "

4- " نعتفد بضرورة إقامة اليهودضِمْن دولة فلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني".

5- إقامة دولة إسرائيل مغامرة شيطانبة ونتيجة مؤامرة استعمارية دولية يُساهم فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش والمحافظين الجُدُد والقُدامى للقضاء على اليهود كما هو وارد في أدبيات ما يُسمّى ( هار مجدّو) ونهاية العالم وغيرها من ثقافة الدمار الغربي ".  

*** وللحديث بقية إن شاء الله .