صحيفة السوسنة الأردنية

لقد حذر الكاتب اليهودي (مارتن بوبر) في عام 1939 في ذروة صعود النازية ، عندما كتب حينها (إذا تبنينا الشوفينية الهتلرية هنا في فلسطين ، فإننا سنغير اسمها فقط وننطقها بالعبرية وحينها سنشعر بالضياع ) .

إن العدوان الصهيوني على غزة هو امتداد للأسلوب النازي وخلاصة العفونة العنصرية المستخلصة من تراث الغرب الاستعماري وأفكاره الفاشية .

إن الخطاب الظاهر للدولة الصهيونية العنصرية ينشد دائما البراءة ، ويحرف التاريخ والجغرافيا وتزوير الحقيقة ، فهذا الخطاب العنصري يقوم على تغيير المسميات وتعويم المصطلحات ؛ فجيش العدوان والاحتلال والحرب يصبح جيش الدفاع، أما المقاوم الفلسطيني فيعدو إرهابيا ، والأرض الفلسطينية المحتلة تصبح الأرض المتنازع عليها و جوهر الصراع ، وجلب اليهودي من كل شتات الأرض هو حق مطلق ؛ بينما طرد الفلسطيني إلى شتات الأرض واجب مطلق ؛ فاليهودي المستعمِّر يهودي حضاري وإنساني ؛ أما الفلسطيني المستعمّر فهو عربي إرهابي غير إنساني .

إن الجرائم الإسرائيلية العنصرية محمية وممولة ومدعومة من العالم الاورو- أمريكي ، ولذلك على العرب أن يدركوا أن المنظمات الدولية هي من صنع الصهيونية العالمية ؛ وبالتالي لم يعد حرق الأعلام يفيد أو رفع الأصوات أو الاحتجاجات أو التظاهر أو التنديد يعيد ذاكرة وقوة ووحدة العروبة من جديد . وأخيرا نقول ؛ إن غزة هي عظيمة لأنها تشعل شمعة الشهادة ، وتوقظ ضمير الأمة ،وتعيد ملاحم البطولة؛ وكأنها كربلائية العصر الحديث ؛ فاخترقت صرخات الأمهات وأنين الجرحى الرصاص المسكوب وانصهرت بحمية دماء الشهداء .