وداعا 2009

mainThumb

02-01-2010 12:00 AM

سليمان ابو شلذم

وداعا أيها العام الذي طال أكثر من اللازم حتى مللناه وأشعرنا بالقرف منه. وداعا أيها العام الذي استقبلناه بالأشلاء والجثث وقنابل الفسفور الأبيض والقلوب السوداء. نودعك غير آسفين على نهايتك فكلنا أمل بأن يخرج من رحمك ما هو أفضل منك وان لا يكون خليفتك أسوأ منك فالسوء فيك قد تعدى الحدود وتجاوز المدى ولم نعد نطيق أكثر.

نودعك راجين أن تأخذ معك كل سلبياتك وان تجر في ذيلك أزمتك المالية العالمية التي خ?Zن?Zق?Zتنا حتى ما عدنا قادرين على التنفس. وداعا لعام اشتقنا فيه لأساسيات في الحياة نحتاجها ونراها ولا نستطيع شراءها بسبب ارتفاع أسعارها وأصبحنا نكذب على أنفسنا وندعي أنها من الكماليات التي لا ضرورة لها وهي في الحقيقة ضرورة الضرورات وأهمها.

نودعك أيها العام ونحن لا زلنا عطشى رغم جود السماء ومشاريع ارتوائنا التي غرقنا فيها على الورق ولم تبتل بها أجسادنا. لقد أحسسنا فيك بالكره لأنفسنا من قلة المياه وكثرة حاجتنا لها. وداعا لمشاريعك التي بدأت فوق الأرض وتحت الأرض ولم تنته ونرجو أن تنتهي في أيام خليفتك الذي أجبرته على استلامها منقوصة ولا أمل في إتمامها.

كنا نأمل أن تزداد أيامنا فيك فرحا وسرورا فغادرتنا وقد زدت كآبتنا كآبة وتعاستنا تعاسة حتى بتنا لا ننام دون منغصات فقد قمنا بتعديل جيناتنا الوراثية لتتلاءم مع نكد حياتنا. وداعا لامتحانك لوطنيتنا الذي أرغمتنا على الإجابة فيه على الكثير من الأسئلة الصعبة والتي لا أنكر أننا ورغم انفك قد نجحنا فيها بامتياز لأننا عندما يتعلق الأمر بنا والوطن لا نحيد عن ثوابتنا وننسى جوعنا ونستر عري الوطن قبل أنفسنا لأننا بستره نستتر.

وداعا أيها الضيف الثقيل الثقيل الظل فقد طالت ضيافتك وملّ منك معازيبك وقد ركنت كوعك فوق صدورهم ونشبت أظفارك في أعناقهم وتحركت أيامك بطيئة ثقيلة إلى غير رجعة. فقد رحّبنا بك زائرا عند قدومك ونرحّب بك راحلا عند مغادرتك لفرحتنا بالخلاص منك.

وداعا لسخافتنا التي أبديناها فيك ونحن نركض خلف كرة من جلد فرقتنا قبل أن تجمعنا وكان المفروض أن تزرع فينا المحبة، وتعصّبنا فيك لغزية وأي غزية ولم نرشد حين رشدت كل الغزيات في أرجاء المعمورة بل ازددنا غيا حتى جرّد إعلامنا فيك سلاحه ليشن غزوات المغاوير التي يستبيح فيها الأخ عرض أخيه والجار بيت جاره فيقول فيه ما يقول ويتربص به ما يتربص. وداعا لمباريات الفنانين والفنانات ودعواتهم لمقاطعة دولة تعصبا وحمية لأختها وبنت رحمها. فيا ويحها سخافة نعيشها ونتفاخر بها.

اذهب أيها الزمن ( 2009 ) غير مأسوف عليك فما أشبعتنا إلا مآسي نحن في غنىً عنها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد