ابنِ ابنك ولا تبنيلهوش !

mainThumb

20-04-2009 12:00 AM

أثناء تداول نقاش لطيف مع أحد الزملاء المدرسين حول تربية الأبناء وضرورة الاهتمام بهم، قال لي في معرض حديثه : عندنا مثل في مصر بيقول " ابنِ ابنك ولا تبنيلهوش" بمعنى اجعل الاهتمام بابنك من تعليم وتأديب أهم وأولى من الاهتمام بأن تبني له بيتاً أو عمارة.

من معنى هذا المثل الشعبي البسيط والذي أظن أنه جاء كنتيجة طبيعية لكثير من التجارب الحياتية، من ظروف متنوعة بحلوها ومرها، بفقرها وغناها، بأزماتها الاقتصادية ورخائها، كما حال الكثير من الأمثال العربية، ومن بين ثنايا هذا المثل وظلاله أحببت أن أسلط الضوء على بعض النقاط الحساسة والهامة في قضية تربية الأبناء والاهتمام بهم.

1. الأعمال مبنية على النوايا، فمن حسنت نيته حسن عمله. والتربية عمل يحتاج إلى طلب التوفيق من الله كما هو الحال في أي عملٍ آخر.

2. إن بناء الأبناء مهارة وفن لا يتقنه الكثيرون، بل إن له فنوناً خاصة وعلوماً تخضع للبحث والتطوير، وهي كغيرها من الفنون إن لم تكتسب بالفطرة يمكن تعلمها بدورات متخصصة وعلى أيدي من يمتلكون الخبرة.

3. إن تربية الأبناء يجب أن تكون على قاعدة " زمانهم غير زمانك" فعلى الأب أن يتبصر بمستقبل ابنه ويواكب متطلبات عصره لا أن يجعل تربيته له بناءً على الزمان الذي تربى هو عليه.

4. أثبتت بعض الدراسات في أمريكا أن كل دولار ينفق على تربية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يوفر عشر دولارات في المستقبل.

5. تعد تنمية مهارات الاعتماد على النفس من الضروريات وليست من الكماليات، فالمهارة لابد أن تنسجم مع واقع التعليم النظري وتتناغم مع احتياجات وطموحات الأبناء.

6. البناء الجسدي للأبناء هام ولا يقل أهمية عن البناء العقلي فالعقل السليم في الجسم السليم.

7. تنمية العواطف والأحاسيس تبدأ من مرحلة مبكرة ويجب أن تكون خطوة ذات أهمية في التعاطي مع الأبناء.

8. لكل مرحلة من مراحل حياة الطفل احتياجات يجب توفيرها، بعضها مادي والآخر نفسي، ومن المهم عدم إهمال أي جزء من هذه الاحتياجات بل السعي لتحقيقها بالمستوى المتاح.

9. " لا يعني لا " مصطلح شائع في تربية الآباء، وهو يعبر عن منهج متسلط، فـ "لا" تعني لا وأحياناً قد تعني نعم، وذلك حين يثبت خطأ الفكرة، ويجب على الأب أن يعرف كيف يتراجع عن أخطائه ليتراجع عن مثلها الابن. منها أن يعتذر الأب عن الأخطاء ولا يتردد في ذلك.

10. البناء الروحاني يبدأ من اللحظات الأولى في تربية الابن، بل ويبدأ من قبل الولادة باختيار الأم الصالحة، ثم ما يتبعه من أجواء وقيم يلتزمها الآباء أثناء المراحل المختلفة كلها تدعم هذا البناء وتقويه. هذه بعض النقاط التي أتمنى أن أكون قد وفقت في عرضها كما أتمنى أن نوفق جميعاً في تربية أبنائنا...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد