صحيفة السوسنة الأردنية

محمد مطلب المجالي
المواطن يئن ويقع ويرزح فريسة لجشع المحتكرين وصمت المرتشين ترفع الاسعار وتبلغ أقصى مدى ولم يعد بمدخول أصحاب الدخول المتدنية تغطية الحاجات اليومية والمستلزمات الأساسية من مأكل ومشرب , والموظف البائس الجالس تحت خط الفقر يصدر ألف أف وأف , أف تشعل بها سيجارة واف تطفئ مدفأة واف توقف القلب عن الحركة والخفقان, ضغوط تمارس ضده بما تقترفه أيادي المحتكرين والمرتشين وأصحاب الضمائر الغائبة والقلوب القاسية , الارتفاعات الغير مبررة للأسعار بالحجج الواهية والأكاذيب والأراجيف بارتفاع الاسعار عالميا في دول المنشأ وانخفاض قيمة الدينار وارتفاع اليورو والدولار وما الى ذلك من هذه الأراجيف.

ولكن المخفي أعظم والأسباب الحقيقية هي سياسة الاحتكار واختفاء السلع من الأسواق من كبار التجار وجشعهم وطمعهم وصمت المرتشين الذين يبيعون المواطن سلعة لان أياديهم ملطخة بالرشوة وغض النظر عن المحتكرين عبيد الدينار والدرهم وقد تعس هؤلاء وخاضوا وانتكسوا ... وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.

الا نعترف بفشل السياسة الاقتصادية التي يديرها غير القادرين , والذين لا يلتفتون ولا يكترثون الى المأزق التي يقع فيها العباد والاعتراف بالذنب فضيلة , ارتفاع الاسعار شبه اليومي حيث تمسي السلعة بسعر وتصبح في سعر أعلا , طبق بيض المائدة من 2 دينار الى 2.750 دينار أي ثلث السعر في اقل من خمسة أيام , الدجاج من دينار واحد الى 1.600 دينار في اقل من أسبوع إضافة الى اختفاء السلع كالسكر مثلا و ولا ننسى عمليات شراء المواشي من السوق وسحبها ليعاد طرحها في رمضان شهر الخير بالأسعار التي تناسبهم وتلبي جشعهم و حجتهم في ذلك سياسة العرض والطلب , نعم اذا أسف الله على خلق من خلقه فلم يعجل لهم النقمة بمثل ما اهلك بهم الأمم من الريح وغيرها, خلق الله لهم خلق من بني جلدتهم يعذبهم بهم لا يعرفون الله.

التصريحات التي أطلقها أمين عام وزارة الصناعة والتجارة بعد اجتماعه بكبار التجار قال بالحرف الواحد : أن الاسعار لن ترتفع بل ستنخفض الى نسبة 40% خاصة المواد الأساسية , والتصريح جاء معكوسا فالأسعار تصعد 40% فمن المسئول والى متى نبقى بين جشع المحتكرين وصمت المرتشين و تطمينات الحكومة ؟.

ونحن في شهر رمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق , ارحموا من في الأرض يرحمك من في السماء .