جرائم القتل وحكم الشرع فيها ؟؟؟
اتقوا الله ـ عباد الله ـ في سركم وجهركم، في ليلكم ونهاركم، في حركاتكم وسكناتكم، فيما تقولون وفيما تفعلون، وجماع التقوى في حياة المسلم أن يحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وأن يتذكر الله في ساعة البلى.
إنها جريمة شنعاء توجب اللعنة وتطرد من الرحمة، جريمة بالرغم من عظمها إلا أنها تتوالى عبر العصور، وتتكرر بتكرر الأجيال، والشيطان أشدُ ما يكون حرصًا عليها؛ لأنه يضمن بها اللعنة لصاحبها وسخط الله وغضبه. جريمة وأي جريمة، هي وهج الفتن، ووقود الدمار، ومعول الهدم.
نعم إنها جريمة القتل، جريمة إزهاق النفس التي حرم الله، جريمة توجب سخط الله والنار والعذاب الأليم.
أيها المسلمون، إن حفظ الدين والأنفس وحماية الأعراض والحفاظ على العقل والنسل من مقاصد هذا الدين القويم، ومن الجوانب الرئيسية التي رعاها أيما رعاية، واعتنى بها غاية العناية، صيانة للأمة وحفاظًا على الأفراد والمجتمعات من أخطار الجرائم المدمرة، وعنوان صلاح أي أمة ودليل سعادتها واستقرارها إنما هو برعاية أبنائها لهذا الجانب العظيم، وهو حفظ الأنفس وحمايتها.
فحفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية ومصلحة شرعية وفطرة سوية وطبيعة بشرية وغريزة إنسانية. ودماء المسلمين عند الله مكرمة محترمة مصونة محرمة، لا يحل سفكها، ولا يجوز انتهاكها إلا بحق شرعي. وقتل النفس المعصومة عدوان آثم وجرم غاشم، وأي ذنب هو عند الله أعظم بعد الشرك بالله من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟! لما في ذلك من إيلام المقتول وإثكال أهله وترميل نسائه وتيتيم أطفاله وإضاعة حقوقه وقطع أعماله بقطع حياته، مع ما فيه من عدوان صارخ على الحرمات وتطاول فاضح على أمن الأفراد والمجتمعات.
وإنه لمن المؤسف حقًا ، أن يسمع المسلم بين وقت وآخر ما تهتز له النفوس حزنًا، وما ترجف له القلوب أسفًا، وما يتأثر به المسلم عندما يسمع عن قتل نفس مسلمة على أيدي آثمة وأنفس مجرمة ، إنها لجريمة شنيعة ترتعد منها الفرائص وتنخلع لها القلوب، إنها لجريمة فاحشة ولجزاء مخيف، قال الله عز وجل:( و?Zم?Zنْ ي?Zقْتُلْ مُؤْمِنًا مُت?Zع?Zمِّدًا ف?Zج?Zز?Zاؤُهُ ج?Zه?Zنّ?Zمُ خ?Zالِدًا فِيه?Zا و?Zغ?Zضِب?Z اللّ?Zهُ ع?Zل?Zيْهِ و?Zل?Zع?Zن?Zهُ و?Zأ?Zع?Zدّ?Z ل?Zهُ ع?Zذ?Zابًا ع?Zظِيمًا). أربع عقوبات عظيمة يستحقها من الله صاحب الجريمة: جهنم خالدًا فيها، وغضب الله عليه، ولعنه، وأعد له عذابًا عظيمًا.
ويقول سبحانه:( مِنْ أ?Zجْلِ ذ?Zلِك?Z ك?Zت?Zبْن?Zا ع?Zل?Zى ب?Zنِي إِسْرائيل?Z أ?Zنّ?Zهُ م?Zنْ ق?Zت?Zل?Z ن?Zفْسًا بِغ?Zيْرِ ن?Zفْسٍ أ?Zوْ ف?Zس?Zادٍ فِي الأرْضِ ف?Zك?Zأ?Zنّ?Zم?Zا ق?Zت?Zل?Z النّ?Zاس?Z ج?Zمِيعًا). الله أكبر، ويقول سبحانه وتعالى وتقدس:( و?Zالّ?Zذِين?Z لا ي?Zدْعُون?Z م?Zع?Z اللّ?Zهِ إِل?Zهًا آخ?Zر?Z و?Zلا ي?Zقْتُلُون?Z النّ?Zفْس?Z الّ?Zتِي ح?Zرّ?Zم?Z اللّ?Zهُ إِلاّ?Z بِالْح?Zقِّ و?Zلا ي?Zزْنُون?Z و?Zم?Zنْ ي?Zفْع?Zلْ ذ?Zلِك?Z ي?Zلْق?Z أ?Zث?Zامًا يُض?Zاع?Zفْ ل?Zهُ الْع?Zذ?Zابُ ي?Zوْم?Z الْقِي?Zام?Zةِ و?Zي?Zخْلُدْ فِيهِ مُه?Zانًا إِلاّ?Z م?Zنْ ت?Zاب?Z و?Zآم?Zن?Z و?Zع?Zمِل?Z ع?Zم?Zلاً ص?Zالِحًا ف?Zأُول?Zئِك?Z يُب?Zدِّلُ اللّ?Zهُ س?Zيِّئ?Zاتِهِمْ ح?Zس?Zن?Zاتٍ و?Zك?Zان?Z اللّ?Zهُ غ?Zفُورًا ر?Zحِيمًا ) جريمة القتل جريمة شنعاء وفعلة نكراء، عدها الرسول في الحديث الصحيح من السبع الموبقات فقال (اجتنبوا السبع الموبقات)، وذكر منها: ((قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق). وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله قال: ((لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا لا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء))
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: ((يجيءُ المقتولُ متعلقًا بقاتله يوم القيامة آخذًا رأسه بيده فيقول: يا رب، سل هذا: فيم قتلني؟ ـ قال: ـ فيقول قتلته لتكون العزة لفلان، ـ قال: ـ فإنها ليست له، بُؤ بإثمه، ـ قال: ـ فيهوي في النار سبعين خريفًا )وفي الحديث ((لقتلُ مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا))، وفي رواية: ((لزوالُ الدنيا أهونُ عند الله من قتل امرئ مسلم) وعن رسول الله قال: ((لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار)
بل إن الأمر يتعدى ذلك حتى ولو بالإشارة إلى المسلم بسلاح، فقد حرم الإسلام ذلك، ففي الحديث ((لا يُشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعُ في يده فيقع في حفرة من النار))
وما ذاك ـ أيها الإخوة ـ إلا سدًا لذريعة الفساد وصيانة لدماء المسلمين أن تُنتهك، بل إن الإسلام نهى عن مجرد ترويع المسلمين وتخويف الآمنين، يقول : ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأمه وأبيه))، وفي الحديث الآخر: ((من أخاف مؤمنًا كان حقًا على الله أن لا يُؤمنه من أفزاع يوم القيامة))
وإنه لمن المؤسف أننا نشهد وفي أعقاب الزمان بين الحين والآخر تساهل الكثير من الناس في أمور الدماء، وعدم مبالاتهم بالمحافظة على أمن الناس وممتلكاتهم.
إن العوامل المؤدية إلى القتل في أيامنا هذه كثيرة، ومثيرات الفتن متعددة، وأسلحة إبليس في إذكاء نار الفتنة والزيادة في وهجها لا تحصى، ولكنني سأعرض لكم بعضًا منها، مما تلمست خطره في هذا المجتمع من خلال ما أسمع وأرى من قضايا القتل.
فمن الأسباب التي توقع في سخط الرب سبحانه وتعالى وتهون قتل النفس تربية الأبناء على الخصومات، واعتبارها من البطولات، وأن عليه أن يأخذ حقه بيده قبل أن يأخذه له غيره، فتنتشر المضاربات، وتتحفز العداوات، وتتوطن من القلب الأحقاد، حتى تصل إلى القتل وإزهاق النفس المؤمنة على شيء أتفه من التافه.
ولعل مما يذكي نار الفتنة أن البعض يحمل معه في جيبه سكينًا صغيرة، ويسميها سكينة الأزمات بل الويلات، وربما رأيت في سيارته المشعاب أو العصا، وربما المسدس بل ربما رشاش، لا لشيء سوى أنه يبرزه عند المضاربات والمخاصمات؛ لينتصر على الخصم، والشيطان أحرص ما يكون في أن تشتعل نار الفتنة ويشتد وهج العداوة، حتى تضغط الأنملة على زناد الخسران والندامة، زناد سخط الله واللعنة، زناد الهوان والذل في الدنيا والآخرة، لتنطلق قذيفة تتعدى حدود الله لتردي مسلمًا قتيلاً على الأرض، فتزهق روحه، ويزهق معها حرمة القاتل، وتحل مكانها الندامة والخسران في الدنيا والآخرة. أي بطولة هذه تزه?Zق النفس فيها من أجل كلمات غير مسؤولة، من شخص لا يبالي بالعواقب؟! أي بطولة هذه تُزهق نفس من اجل دنانير معدودة، بل ولو مئات الألوف بل الملايين، أو شيء من وسخ الدنيا؟! أي بطولة هذه يستحق صاحبها بعدها اللعن والطرد من رحمة الله والعذاب الأليم؟! بل أيُ بطولة هذه يكون بها تعدٍّ لحدود الله فيستحق صاحبها البطل قول الله تعالى: و?Zم?Zن ي?Zقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّت?Zع?Zمّدًا ف?Zج?Zز?Zاؤُهُ ج?Zه?Zنّ?Zمُ خ?Zالِدًا فِيه?Zا و?Zغ?Zضِب?Z اللّ?Zهُ ع?Zل?Zيْهِ و?Zل?Zع?Zن?Zهُ و?Zأ?Zع?Zدّ?Z ل?Zهُ ع?Zذ?Zابًا ع?Zظِيمًا )
نعم، أن تدافع عن عرضك ونفسك فلا بأس في كل ذلك، لكن أن ينساق المسلم مع عدوه الأول إبليس حتى يقع في مستنقع المعصية واللعن ذاك هو الخطر. وإنها لبطولة حقًا أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب، فلا يعطي الشيطان عليه سبيلاً.
إن الاعتداء على دماء وأعراض المسلمين ليس من خلق المؤمن الصالح؛ لأن الإيمان حاجزٌ قويٌ دون الشر والفساد، يأمر بالعدل وينهى عن الظلم في الدماء والأموال والأعراض والحقوق كلها، فالمؤمن حقًا لا يغدر ولا يفجرُ ولا يغش ولا يخدع ولا يطغى ولا يتجبر.
ألا فليعلم هؤلاء، وليعلم غيرهم أن الخلق كلهم عباد الله عز وجل، وأنه سبحانه يحب من الناس أن يكونوا إخوة يحب كل فرد منهم لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يتعاملوا بالتسامح والعدل والتعاطف والود، لا بالظلم والتناحر، وأن لا يسفك بعضهم دماء بعض، قال تعالى:( و?Zإِذْ أ?Zخ?Zذْن?Zا مِيث?Zاق?Zكُمْ لا ت?Zسْفِكُون?Z دِم?Zاء?Zكُمْ و?Zلا تُخْرِجُون?Z أ?Zنْفُس?Zكُمْ مِنْ دِي?Zارِكُمْ ) فعلاقة المسلم بأخيه المسلم علاقة أخوية غالية عزيزة، فليس في رغبات الدنيا ما يوهن ارتباطها، ولا ما يقطع حبل الصلة فيها، ولا ما يعكر صفوها؛ ولهذا أمرسبحانه بأسباب الألفة ونهى عن أسباب الفرقة فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يحقره، ولا يخذله، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)).
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يدفع عنا من البلاء ما يؤلمنا ويؤذينا، ، وأن يرزقنا من اليقين ما يهون علينا من مصائب الدنيا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اكتشاف نسخة عملاقة من درب التبانة عمرها 11 مليار سنة
نائبة مبعوث واشنطن: نزع سلاح حزب الله ضرورة عاجلة وإلا
تفاصيل الحالة الجوية ودرجات الحرارة المتوقعة السبت
لماذا وحدتهم الوطنية مُقدسة ووحدتنا مُدنسة
أردنيّو الإنتماء هاشميّو الولاء
نابولي يتوج بالدوري الإيطالي بعد صراع مثير
انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية
بيان عاجل لحزب الله بشأن حادثة الملعب
صرف رواتب المتقاعدين الخميس مع زيادة وتأجيل أقساط
تطور مفاجئ في أسعار الأضاحي .. أرقام
فتاة مخمورة تثير استياء سكان شارع الجامعة في عمّان .. فيديو
كأسا عصير بـ500 دينار في الأردن .. واقعة تثير الجدل
امتحانات وزارية موحدة للصف الحادي عشر لأول مرة .. تفاصيل
مهم بشأن تحويل المركبات من بنزين وديزل إلى غاز
أسعار معقولة للمستهلكين .. مهم بشأن قانون الكهرباء الجديد
غرامة مالية على عبور المشاة من أماكن غير مخصصة
أبو حجر يدعو لتعدد الزوجات: لا تكتفِ بواحدة .. الحياة أحلى بأربع جبهات !
ما حقيقة تسجيل حالات تسمم بالبطيخ .. الزراعة توضح
عريس يهرب يوم زفافه في عمّان ووالده يتبرأ منه .. تفاصيل
السبيلة ينقذ عائلة علقت داخل مركبة بمركز ترخيص مرج الحمام