من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر

mainThumb

14-04-2010 02:00 AM

لا أريد هنا أن أتكلم عن القصة المعروفة التي حدثت مع المسيح علية السلام والمرأة التي زنت ولكني أستميحكم العذر في اقتباس العنوان

كلنا نخطئ عن قصدٍ وعن غير قصد ولكننا نتناسى أحيانا أخطائنا ونتذكر أخطاء الآخرين وهذا نوع من النفاق الذي يجب أن ننظر إليه بتروٍ وتمعن وان يكون دافعاً لنا لعدم إطلاق الأحكام جزافا ضد الآخرين.

عندما نخطئ نبررُ الخطأ ونختلقُ الأعذار لأنفسنا لكي نقتنع بأننا لا نقصدُ الخطأ علما بأن الخطأ عن قصدٍ أو غير قصد يلحق الضرر بالآخرين. ولكن عندما يخطئ الآخرون نهاجمهم بشدةٍ ولا نبدي لهم أي نوع من الرحمة أو التسامح ونتناسى أننا أيضا نعج بالأخطاء. هل حاولنا يوما أن نضع أنفسنا مكان الذين نهاجمهم ونصارح أنفسنا بالبحث عن أخطائنا وان نعقد مقارنة بسيطة بين ما نحن علية وما نهاجم الآخرين من اجله؟ لو فعلنا ذلك لأصبحنا من أشجع الناس.

لو راجعنا أنفسنا مليا لنكصنا رؤوسنا ورجعنا القهقرى سريعا بدون أن نوجه كلمة نقد صغيرة للآخرين. وكما نقول في المثل العامي " اللي على راسه بطحة يتحساها " فلو تحسسنا رؤوسنا لعرفنا  أنها لا تختلف عن رؤوس الآخرين كثيرا وان نفوسنا أيضا تغرينا لارتكاب الأخطاء تماما كما تغري الآخرين نفوسهم.

علينا أن نتوقف عن النظر بالعدسة المكبرة لأخطاء الآخرين ونغض الطرف عما نقترفه نحن، فنحن لسنا ملائكة والآخرون ليسوا كلهم شياطين. هلا حاولنا أن نبرر للآخرين أخطائهم كما نفعل مع أنفسنا؟ لنجرب أن نفعل ذلك وسوف نشعر بالتأكيد بمقدار كبير من التسامح والرضا يملأ نفوسنا ويسمو بنا إلى الأعلى.  فخير لنا أن نكون متسامحين مع الآخرين من أن نحمل وزر اتهامهم بما ليس فيهم.

أن ارتكاب الخطأ لا يحتاج إلى شجاعة بل ربما أن ارتكاب  الأخطاء صفة الجبناء، وقد يتحول الجبان إلى شجاع عندما يعترف بالخطأ ويصبح الشجاع جبانا بالإصرار على عدم الاعتراف به لما يترتب عليه من تبعات. يجب علينا أن لا ننتظر الآخرين ليتهامسوا أو يصرحوا بأخطائنا بل يجب علينا أن نبحث عنها ونداويها وسيكون خيرا لو لم نرتكبها من الأساس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد