المعلمون يعملون لآخرتهم

mainThumb

28-04-2010 07:00 PM

أصبحت الصدقات الجارية شعارا اتخذه جميع المعلمين ، وهم يعملون بأجر كصدقات جارية عن أرواحهم وأرواح أبنائهم ؛ فالمعلم الذي يعمل ليله مع نهاره في تعليم الصبيان والطلبة ، وتحضير الدروس ، وتصحيح أوراق الاختبارات ، وعمل النشاطات للطلبة ، ومقارعتهم وحل مشاكلهم التي يعجز أولياء الأمور عن حلها .



 وأصيبوا بالربو والتحسس من غبار الطباشير . رغم كل هذا وذاك ، فإ ن المعلم يكافأ بأجر لا يكفيه سد فاتورة الذهب الأسود (البترول ) والذهب الأحمر (الطماطم ) والمواد الضرورية للبقاء . ومما يزيد الطين بلة أن المعلم يعيش في زمن تغلغلت فيه التقنيات الحديثة ، والتجديدات السريعة ، والمتغيرات الكبيرة على متطلبات الحياة .



وفي هذا الخضم الكبير من المتطلبات ، فإن رواتب المعلمين قد دخلت قائمة جينس كأقل رواتب في العالم مقارنة مع ارتفاع مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار الهائل الذي قضم الأخضر واليابس حتى أصبح الفرد مشلولا غير قادر على شراء كغم من الطماطم لأولاده أو شراء البترول لتدفئتهم من برد الشتاء القارص . ومن هنا نستطيع القول إن المعلم أصبح يئن من وطأة العيش ، ونكد الحياة القاسية فتعالت صيحاته وتأوهاته من شدة احتقاناته مطالبا الحكومة بحقوقه المشروعة كمواطن أدى رسالة الأنبياء وصنع الأجيال ، ووضع اللبنات الأساسية لإعداد الفرد الصالح في المجتمع .



ومن مخرجاته الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم والوزير والنائب والعين والجندي...الخ . وبناء على ذلك ، نطرح بعض التساؤلات علنا نجد الحل لمشاكل المعلمين . هل النقابة هي الحل أم روابط المعلمين ؟ أو إبقاء مشاكله معلقة وبعدها يصبح التعليم مهزلة المهازل ؟ أم عمل دراسة تحليلية لوضع المعلمين وحل مشاكلهم من الجذور ؟ المعلم لا يطلب من الحكومة المستحيل ، المعلمون بحاجة إلى مساواتهم بغيرهم مع باقي موظفي الدولة والقوات المسلحة وإلا فإن المعلمين يحتسبون رواتبهم عند الله صدقات جارية عن أرواحهم وأرواح أبنائهم ! 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد