قاعود قرية (تبنه) والوطن الضحية!

mainThumb

30-04-2010 09:20 AM

 -1-
حدثني رجل من جديتا ، وجديتا ضاربة في لواء الكورة حيث الجَمال والفقر وبرقش ، حدثني وانا احدثكم ، ان رجلا من اهل القرى قام بشراء قاعودين ، والقاعود هو صغير الجمل ( الحوار او الفصيل ) ، ولأن ابناء الريف غير ضالعين بتربية الابل ، مثلي تماما ، وحتى اليوم عندما اشرب لبن الابل تطّببا، تنتفخ اوداجي و ترتفع درجة حرارة قدمي طوال اليوم ، لاجل ذلك وضع الرجل القاعودين في بيت قديم في قرية تبنه ، وتبنه كذلك مثل جديتا ، لكنها تتفوق عليها انها اكثر قرى لواء الكورة مشتلا لتفريخ بقية القرى ، اراد الرجل ان يعلف القاعودين حتى يصيرا الى جِمال ، فيستفيد منهما اذا كبرا..!



 و بالفعل اتى عدم احتراف اهل الريف بتربية الجمال على مصيبة كبيرة ، ظل الرجل يعلف القاعودين حتى كبرا وصارا الى قريب من الجِمال ، ولمّا اراد ان يخرجهما من مخدعهما ، الى الخلاء ، والى الكلا حتى يرعيا مع بقية الحلال من البقر والخراف ، صارا اكبر من حجم باب البيت حيث دخلا اول مرة ، وهنا بدت الاستشارات و (المشاورات ) ، ايهما اثمن البيت ام القاعودين الجملين، لو هدم البيت او ذبح القاعودين ايهما اقل كارثة ، صار الامر الى ذبح القاعودين ، اخف الضررين ، لكن المصيبة بعد ذلك ايضا ان اهل القرى لم يستسيغا كذلك لحم الابل ، فلا اكلوا اللحم ولا القاعوديين الذبييحين خدما صاحبهما في لحمهما ،غير ما اكلاه من الشعير والبرسيم ومئات البراميل من الماء في بلد لا ماء فيه..!



-2-
 
اتذكر قصة قاعودي صاحبنا هذه ، وكم من (القطط!) السمان التي ربيناها في الاردن لتخلصنا من الفئران ، فلما سمنت لم تكن قادره الا على ذاتها ، لم تكن قصة القاعودين بغريبة على قصة اخرى لرجل خرج في دورة تأهلية الى امريكا وظل فيها قريبا من ستة عشرعاما حتى عاد متقاعدا ، وكم من مئات البعثات الدراسية التي اوفدت الى امريكا وكندا وبريطانيا وظل السادة المتفوقين هناك ، ما اكثر ما ننفق على (البطون ) والعقول ، ولمّا يصير الوطن الى حقه ، تصير هذه العقول والبطون الى ( قاعودي تبنه!) ، لا اعرف ايهما الضحية ، واين الفجيعة بالبيت الخرب او بالقاعودين البدينين الذبيحين او بالوطن ..! PHARMOMARI@HOTMAIL.COM 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد