المنارة ستنهض من تحت الرماد

mainThumb

05-05-2010 09:38 PM


أتكلم هنا ليس بصفتي مراقبا ولا محايدا ولكن بصفتي واحدا من أهل البيت ( مدرسة المنارة الثانوية للبنين ). وليس المقصود من الحديث الانتقاص من قيمة احد أو تمجيد احد آخر ولكن بداعي الحسرة على حال مدرسة كانت بالنسبة لي بيتا ثانيا وكان طلابها مثل أبنائي وإخواني ولها علي دين في اكتسابي خبرات مارستها فيها ونقلتها إلى غيرها ولأهل المنطقة ولزملائي فيها معزة في نفسي لم تمحها الأيام وفي الروح إليها شوق يزداد اضطراما ولا تخبو شعلته أبدا.  فلقد عملت في هذه المدرسة لمدة ثلاث سنوات معلما لمادة اللغة الانجليزية وذلك في بداية التسعينات من القرن الماضي.



  يومها كان مدير المدرسة هو الأستاذ القدير فخري نايل عبيدات واذكر أن أول شيء فاجئني عند وصولي إلى المدرسة هو هذا الكم الهائل من النظافة والذي لم اعهده في غيرها من المدارس سابقا بالإضافة إلى الجدران المزينة باللوحات والوسائل التعليمية  التي كان المعلمون يسابقون الطلاب على إعدادها. 


  
أما في الناحية الأكاديمية فقد كانت المدرسة حدّث ولا حرج. فقلما خلا تكريم في مسابقة أدبية أو علمية ولم يكن للمدرسة منه نصيب الأسد. وقلما أُعلنت نتائج الثانوية ولم يكن للمدرسة نصيب من أوائل المديرية وأحيان يكون لها نصيب من أوائل الثانوية على مستوى المملكة. عدا عن المسابقات الرياضية والفنية وغيرها من الأنشطة التربوية.



كانت العلاقة بين الطلاب والمعلمين في اغلبها علاقة تربوية اجتماعية تقوم على أسس سليمة يلعب فيها مدير المدرسة دورا محوريا بحسن الإدارة والتعامل مع معطيات العملية التربوية. وكانت العلاقة مع المجتمع المحيط مبنية على المنفعة المتبادلة والاحترام القائم على أساس أن الطالب وولي أمره بحاجة إلى المدرسة بقدر حاجة المدرسة ومعلميها إليهم.



تلك كانت أيام "اللولو" ليس فقط في المنارة وحدها ولكن في اغلب المدارس في ذلك الزمن وان تفوقت المنارة فيها قليلا. وتلك كانت الأيام التي يتوق إليها الناس جميعا من معلمين وطلاب وأولياء أمور ومسئولين.



التربية هي بيتنا وهي حصننا وطلابنا ومعلمونا هم ذخيرة هذا الحصن وسكان هذا البيت وواجبنا جميعا الدفاع عن هذا الحصن. واعتقد انه لا يوجد مدير مدرسة أي كان وفي أي مدرسة لا يريد لمدرسته النجاح والتقدم ولكن الرؤى وطرق التطبيق تختلف تماما كما تختلف طبائع البشر إلا أن الهدف المراد الوصول إليه يظل واحدا. وإخواننا في المنارة مديرا ومعلمين لهم منا اكبر تحية ولهم منا التقدير والاحترام وعليهم الصبر وستظل المنارة مشعلا يضيء الدروب تماما كما هو اسمها وسيظل طلابها أبناؤنا ولا يمكن أن نتخلى عنهم وان كان هجير الأيام ولظى التغيير قد طال حالهم فأنا واثق انه سيكون هناك دائما من هو قادر على إشعال جذوة المنارة من جديد لتنهض من تحت الرماد وتنير دروب السائرين.



أما تهويل الأمور وكشف المستور وتناسي التاريخ المجيد ونكران جهد الآخرين والقفز إلى آخر الطريق مرة واحدة دون النظر إلى الخلف فذلك أمر غير مرغوب فيه فلم تكن كل الأيام سيئة ولا يمكن أن يكون كل المستقبل مشرقا. فهناك نور وهناك ظلام وواجبنا أن نزيد من كمية النور ونقلل من كمية الظلام حتى تستنير قلوبنا وحياتنا.  



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد