الله يسامحك " يا جدي "
وفي نفس الوقت كنت ألمح أصابع يديه تحاول بكل خفية ان تمسح دمعة ساخنة سالت على وجنتيه وخاصة عندما يذكر جيرانه وخلانه في ذاك الزمان الفريد ، " فالفزعة " من هؤلاء كانت تعني نخوة ومروءة ، فالحصاد يعني شد الرحال إلى " الوطاة " في بيوت الشعر التي تنصب لتأوي الرجال الذين هبوا رجالا" شيبة وشبابا" ليخوضوا الأرض ويقدموا العون لجدي بجمع حصاد القمح ، وتعني سمرا" لا يخلوا من الود والحب في ثناياه " الشراك " او " خبز الطابون " وشاي " الحطب " وقصيد تشدوا به ألسنتهم حفظوها عن ظهر قلب عن آبائهم وأجدادهم ليتعلمها صغارهم عن النخوة والمروءة ، وقبل أن تنتهي الحكاية المسكونة بعبق الحنين إلى الماضي البعيد ، تبدا كلمات جدي بالأنين بل والحسرة على أيام مضت لينهيها بكلمات مفعمة بالامل على أن يعيشها أحفاده من بعده بــ " علووم إنها تعود " ...مات جدي ...ومات أبي ...ولم تعود يا جدي ...لم تعود .
إنك لتأسف عن هذه الموجة التي نشهدها من العنف الدامي التي باتت تؤرق قلوبنا وتنسينا عقولنا من هولها وهول مرتكبيها في صباح كل يوم نستفيق فيه فهي تارة بين أبناء الأسرة الواحدة او العشيرة او من هم بالقرب حكما" بالجيرة فهذا يقتل ذاك " لوقفة " سيارة أمام محله أو بيته أو لخلاف على نقود أو او ...وقل ما شات من أسباب واهية تعبر عن الضعف والوهن الذي نعيشه وأسوأ ما في الامر ان نبرر جرائمنا بضنك الحياة وكان أسلافنا من الاجداد كانوا يعيشون في قصور ورفاه فلم تأخذهم الحياة إلى ما أخذتنا إليه ، أشعر بالخزي دائما" لان زمانهم رغم ضنكهم وضيق حالهم كان انقى واصفى من زماننا ....
أجدادنا يا " طويلي العمر " لم يكونوا خريجي جامعات ومعاهد عريقة " كأسفورد " ولم يدرسوا من بطون كتب ومراجع علوم الإجتماع او النفس بل والأشد وقعا" على النفس حينما تعلم ان الأردن بكاملها في زمانهم لا يوجد فيها مدرسة او مدرستين ، ولتسامحني يا جدي إن قلت بانكم كنتم الأقل علما" وأكثر حكمة و رقيا" بل وحضارة منا اما نحن فاخذنا العلم بل العلوم بكافة انواعها وأشكالها من مدارس وجامعات ومعاهد عديدة ولكننا الآن الاكثر علما" والأقل رقيا" في حب الغير او الشعور مع الغير من أقراننا وجيراننا ....
فلتسامحني يا " جدي " أن أقول لك بان " جاهاتنا " التي تعلمناها منكم بأنها كانت للافراح إنقلبت إلى " عطوات " لنتلاشى " فورة " الدم ، يا جدي احيانا" أتوق لسماع صوت قراءتك لفاتحة الكتاب حينما كنت تتلوها بلهجتك البسيطة لأنني أدرك يا جدي بانكم عرفتم معانيها وعملتم بما جاء فيها فيما بينكم فمن النادر ان تسمع في زمانكم من كان نصابا" او كذابا أو مجرما ، اما نحن يا جدي فقرانا وسمعنا بكافة آيات الكتاب ولكنها لم تدخل قلوبنا أو تستوعبها عقولنا ليغضب الله علينا بجريرة أعمالنا هذه إلى دماء فاضت وما زالت تفيض في الأزقة والشوراع بل وامام المساجد فسامحك الله يا جدي على كل الحكايا التي رويتها لي فانا كنت على شوق ان أعيشها كما عشتها ولكنها ما عادت تعود ....لك الرحمة يا جدي وعظم الله اجركم فينا فمثلنا من يطلب لهم العزاء .
صفقة تكنولوجية تاريخية بين بريطانيا وأميركا
العراق يدعو لتحالف إسلامي عسكري ضد إسرائيل
سلاف فواخرجي تروّج لفيلم سلمى في الكويت
اندلاع حريق في مصفاة نفط روسية بعد هجوم مُسيرات أوكرانية
صحة غزة: المجاعة تودي بحياة المزيد في غزة
مذكرة تفاهم بين الطاقة وشركة UEG الصينية
الأهلي يبدأ حملة الدفاع عن لقب آسيا بمواجهة ناساف
فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء الوسطية الاثنين
انخفاض أسعار المنتجين الصناعيين خلال 7 أشهر
تحديد المدد الزمنية في "التنظيم الجيد": مفتاح نجاح التطبيق
معرض صُنع بعزيمة في البترا أكتوبر المقبل
ملك زاهر تخضع للعلاج النفسي بسبب أزمة ثقة
الصين تؤكد دعمها للأردن وحل الدولتين
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً اليوم
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
الخضير أمينا عاما للسياحة واللواما للمجلس الطبي وسمارة لرئاسة الوزراء
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
سعر الذهب عيار 21 في الأردن اليوم
هل مشاهدة خسوف القمر مضر للعين
الأعيان يوقع اتفاقية لمصنع الأدوية النووية
الصفدي يلتقي وزير خارجية كرواتيا في عمّان اليوم