لحظة تأمل

mainThumb

06-05-2010 07:34 AM

نطلق اصطلاح المعاش على ما يتقاضاه الموظف من نقود لكي يستطيع العيش الكريم من مطلع كل شهر وإلى نهايته دون استدانة ، أما العيش الكريم هي الحياة التي يعيشها الفرد مستورا لا مدين ولا مدان ، ويقول الإنسان بعد ذلك إذا سئل الحمد لله على نعمة الستر .




 ولكن السؤال المطروح حاليا للنقاش ونطلب من صناع القرار وخبراء الاقتصاد الإجابة عليه بتجرد وموضوعية لحساب التوازن بين متطلبات العيش الكريم والمعاش الذي يتقاضاه الفرد ، والسؤال هو هل هناك عدل في سلم الرواتب الحالية للموظفين ؟ وهل تعتقدون حسب خبراتكم الكبيرة أن راتب الموظف يتوازن مع متطلبات العيش الكريم ؟ و ما هي الأسس التي اعتمدتم عليها ليكون فلان راتبه خمسة آلاف دينار بل أكثر من ذلك وآخر بنفس المستوى والخبرات لا ينال سوى 500 دينار فقط ؟




 هل اطلعتم على رواتب الموظفين في البنوك وشاهدتم كم يستلم الموظف من راتبه المرهون للبنك ؟ ألم تلاحظوا كم من كفيل يكفلون الموظف حتى يحصل على قرض غير ميسر للحصول على عيش كريم يضمن بقاءه واستدامته ؟ زملائي أترك الإجابة لكم لأنكم لجان تم اختياركم لإقرار الرواتب غير المتكافئة وغير الكافية ، كما أترك الجواب إلى كل من لديه خبرة ومر بقراءة هذا المقال ليثري ما كتبت بخبراته .




 نحن لا نهاجم الذين أقروا الرواتب بل نطلب منهم أن يقنعونا بحقيقة الرواتب حتى نسكت وبعدها لا نتكلم . نحن الشعب ، الطبقة الوسطى ، من الأطباء والمهندسين والمعلمين وأصحاب المهن ومعظمنا يعتمد على الرواتب نشعر بالغبن وتتولد لدينا الاحتقانات عندما تتحكم بنا فئة لا تعرف من نحن من وضع محاصرين به من قبل الحيتان الذين سموا أنفسهم بالمستثمرين وغلفوا أنفسهم بهذا الغطاء للحصول على التسهيلات من طرف الحكومة والحماية ، ولكنهم في حقيقة الأمر علقوا مشنقة للطبقة الوسطى للقضاء على جذورها عن طريق التحكم بالأسعار وتحويل هذه الطبقة إلى ما يشبه العبيد في مزارعهم ومؤسساتهم ومشاريعهم .




 ومن هنا نستطيع أن نعلن بأن الحيتان هم من دمر اقتصاد البلد ، وحطموا العيش الكريم ، وشوهوا صورة الحياة وحولوها إلى جحيم لا يطاق . نحن لا نريد لبلدنا مثل هذا الوضع ، فلا بد من إعادة النظر في حياة البشر الذين يعيشون على ثرى هذا البلد ، وإن ما سلب ونهب وسرق من أموال الدولة يعود إلى مجموعة من اللصوص أغرقوا اقتصاد بلدنا بالمديونية الضخمة مما حدا بسيدنا إلى صحوة ذكية كما هو معهود له ، ووجه الحكومة الرشيدة إلى الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالعبث بمقدرات الوطن وممتلكاته .




 ولكن السؤال المطروح الآن هو هل هذه الحكومة ستكون قادرة على إنقاذ الموقف ؟ وهل الحكومة ستعالج مستوى الدخول ومقارنتها بمستوى المعيشة؟ وهل ستعيد الحكومة الطبقة الوسطى وإظهارها للوجود حتى نعيش الحياة الديمقراطية بالشكل الصحيح ؟ . نحن أردن الصمود بقيادة مليكنا المحبوب لا نخاف على مستقبل هذا البلد مادمنا تحت قيادة حكيمة . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد