لماذا يتذمر شباب الأردن!!!!

mainThumb

26-05-2010 06:00 AM

يشكل طلاب الجامعات في الأردن ما نسبته 3.6% من مجموع السكان بينما تشكل جميع المراحل الدراسية ما نسبته 25% تقريبا من مجموع السكان. ورغم أن هذه النسبة تعد الأعلى في العالمين العربي والإسلامي إلا أن مساهمتها الاقتصادية العلمية والأدبية والثقافية تكاد لا تكون ملحوظة خاصة إذا عرفنا أن الأردن يمتع بنسبة مثقفين عالية مقارنة مع عدد السكان والتي قد تصل إلى ألفي مثقف وباحث لكل مليون بينما هي لا تتعدى 500 لكل مليون في الدول المجاورة والكثير من الدول المتقدمة.




المفترض أن تلعب النسب المذكورة أعلاه دورا هاما في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، وأن تكون المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني خاصة وأن المجتمع الأردني يعتبر مجتمعا شابا قياسا على غيره من المجتمعات. إلا أن طاقات الشباب في الأردن لا تستغل بالطريقة الجيدة التي تجعل منهم القوة التي تحرك الشباب. بل أن الكثيرين منهم يتم استغلاله بشكل بشع من قبل أرباب ا العمل الذين لا يهمهم إلا تسمين جيوبهم. فنجد أن الشباب من كلا الجنسين يعمل لساعات طويلة بأجر لا يكاد يكفيه أجرة المواصلات من والى أماكن العمل. ونجد أن خصومات التغيب عن العمل ليوم واحد تكاد تغطي اجر أسبوع متواصل من العمل. أي أن العلاقة بين العامل ورب العمل هي علاقة استغلالية من الطرف الأول للطرف الثاني.
.



كما أن الكثير من أصحاب العمل لا يعطي العمال من الشباب حقوقهم العمالية الكافية من ضمان اجتماعي وتأمين صحي ومكافآت ويتعامل معهم بطريقة عمال المياومة ، ناهيك عن ساعات العمل الطويلة في بيئة لا تصلح للعمل وتفتقر إلى ادني مقومات السلامة المهنية.




إن شبابنا هم طاقة العمل التي ينهض بها الاقتصاد الوطني وعلينا أن نتعامل معهم على هذا الأساس وان ننظر إليهم على أساس أنهم قاطرة الاقتصاد والتي يجب أن تظل في حالة سليمة. كما يجب علينا أن نزرع فيهم حب العمل وليس كراهيته وان نقدم لهم الحوافز التي تجعل منهم عصب الاقتصاد وان نثق بقدراتهم العلمية والعقلية ونتيح لهم فرص الإبداع والنجاح وان نشجعهم ونتعامل معهم على أساس أنهم بشر وليس آلات.  




هناك خلل ما بين تفكيرنا الإنتاجي والإبداعي فالإنتاج قد يكون غزيرا ولكنه ليس منافسا لغياب الإبداع وهذا تماما ما يحصل لشبابنا من خريجي الجامعات أو غيرهم حيث يشعر الشباب أنهم مقننون ومسيرون وليس لهم المجال لاختيار وممارسة مجالات الإبداع التي تظهر من خلالها إمكاناتهم الحقيقية. فأسلوب الحياة وممارسات العمل نمطية ومحبطة في نفس الوقت ولا تفرق بين المبدع وغير المبدع لا في الأجر ولا في المكانة الاجتماعية ولا الوضع الإنتاجي.




شبابنا طاقة مهدورة بحاجة إلى دراسة متعمقة وان ينظر إليهم على أساس أنهم مستقبل الوطن وليس عمالة وافدة مستغلة بل هم الاقتصاد وهم محور التنمية ومحركها الأساسي وان طاقاتهم إبداعية بحاجة إلى صقل وليس إلى استثناء وأنهم ارض وسماء الوطن وليسوا طيورا مهاجرة.  فان وصلنا إلى هذه القناعة فلن يتذمر شبابنا بعد اليوم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد