المجلس النيابي الجديد .. مجلس قانون ومؤسسات ام مجلس طاعون ومسكنات !!

mainThumb

26-05-2010 06:45 AM

لقد بلغت تجربتنا الديمقراطية من الكبر عتيا، إلا أننا لم نزل نعبث بالقشور إلى المدى الذي أبعدنا عن الجوهر والمضامين، فالمجالس النيابية تحل أو تنتهي دوراتها الواحد تبعا للآخر لكننا لا نبكيها إلا مجاملة لغائب،فلم تبكيها يوما المنابر ولم تندبها حينا المحاريب كما لم تئن لفقدها القلوب ولم تنزف بعدها غيابها الأقلام .

وها نحن على أبواب مرحلة جديدة لنكمل فيها مشوار عقود عجاف، فهل نسلك طريقا نعالج به الخطأ فنقع في أخطاء أشد وطأة من الذي قصدنا علاجه ؟ وهل نكن كالذباب الذي يتتبع الجروح أم كالنحل الذي يقــع على الرحيق؟.

تساؤلات تدور في الخاطر وتشغل الوجدان وتأخذ حيزا كبيرا من التفكير.فقد أضعفنا تجربتنا الديمقراطيـة  بالإقليمية والفئوية والعشائرية وحب الذات وخذلنا متعلمينا ووجهائنا وذوي الوصول منا، وساعدتنا أفكار نفعية بلية لا طائـل من ورائها إلا أنانية وتطوير صالح فردي على حساب الصالح العام .

ويردد شارعنا العام رغبته في الإصلاح السياسي، وغاب عنه أن الفرد هو من يفرز النائب باختياره الحر إلا أنه وللأسف اختيار قيده الفرد ذاته وفي دائرة ضيقة تحكمها الرغبة أو القرابة أو الحاجة ...ونسي أو لربما تنـاسى هو والنائب أن الأخير هو نائب للأمة والتي هي (الأمة) وكما جاء في الدستور مصدر للسلطات وليس لفئة أو عشيرة أو شلة أو اتجاه....

ويكفي الناخب درسا أداء المجلس الأخير الذي انتهى بإرادة ملكيـة سامية رشيدة. ذلك المجلس الذي لم يمارس من سلطاتـه الدستورية حتى الحد الأدنى، والذي ما فتئ أعضاءه أن جلسوا على مقاعدهم البرلمانية حتى أداروا ظهورهم عن هم المواطن. فعلى من يلق اللوم؟ أيلقى على الدستور والقانون أم على الحكومة ؟! لا وألف لا، فالملام الأول والأخير هو الناخب. فالدستور كفل الحق والقانون نظمه والحكومة هي سلطة تنفيذية يدرك كل مشتغل في حقل القانون أنها السلطة التي منح الدستور للبرلمان وسائل تحقيق التوازن معها والضغط عليها.

ليس هذا فحسب بل أن هذه الرغبة في الإصلاح السياسي تدعمها تلك الأفكار النفعية التي نرصد لها نشدانها لفكرة تعدد الأصوات للناخب الواحد. ولا ندري عند هذا الطرح ـ وبمفهوم صيغة المبالغة ـ كم اختيار للفرد عندما ينشد الأفضل ؟! فالنفس البشرية عندما تفاضل بين أمرين أو أكثر ترنو وبطبائع الأمور وبمنطق الأشياء لاختيار الأمثل،وما سوى ذلك يكون من قبيل المجاملة والنفاق الناعم الذي يضعف الاختيار ويفسد النتائج.

وفي تقديري المتواضع ، فإن هذا البلد الطيب ثراه ينتظر منا وقفة واحدة بريئة من كل عيوبنا السابقة، وقفـة طاهرة في غاياتها ووسائلها، وقفة نتجاوز بها رغبات الذات لتنعم في بلدنا كل ذات.وأن نقبل وفي مستهل رحلتنـا الدستورية الجديدة على خوض تجربتنا المتجددة بقلوب دأبها حب الوطن واختيار الأمثل لخدمته. ومن هـنا فقط تسلم الغاية والوسيلة .فلتكن غايتنا أن نتفق وليكن همنا ألا نختلف.ولنتفاءل ونحسن الظن ببعضنا لننطلق جميعا نحو المجد.ولنطلب ممن سيمثلوننا أن يشعرونا باهتمامهم في قضايا الوطن ويذكروا اسمه وينادون به لنحبهم ونبرؤهم من كل تقصير أو شبهة.حينها فقط نأكل العسل سوية ولا نخرب الخلية.

وأخيرا ،تبقى ثمة تساؤلات: هل نحن جادون في التغيير؟! هل نتجاوز حدود الذات لننعم سويا وفي حدود الوطن؟! هل نسكن الوطن رحيب القلب كما أسكننا  ويسكننا فوق وتحت حبات ترابـه؟! أم أننا سنبقى كالطاؤوس الذي يفتتن بجمال ريشه وينسى بشاعة قدميه لتبقى سني تجربتنا الديمقراطية عجاف؟!

الإجابة متروكة لعميق صدق وطنية كل من اكتوت خداه بشمس هذا الوطن .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد