العراق الى اين .. ؟!

العراق الى اين  .. ؟!

09-06-2010 07:48 AM

منذ فترة وليست بالقصيرة نسمع ونرى على شاشات التلفاز العالمية وفي كل مكان تصريحات مفادها أن هناك تغير في إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط ونسمع تصريحات الرئيس أيضا بأنه لم ينتصر في العراق ولم يهزم أيضا ونرى تغيرات في القيادة العسكرية الأمريكية.



في نهاية عام 2006م بدأنا نرى ونسمع أشياء لم نراها ولم نسمعها في بداية العام أو في العام الماضي نسمع اليوم عن رغبة أمريكية في لقاء أقطاب المقاومة العراقية وقوى سياسية ودينية عراقية طالما رفض الاحتلال للحوار معها أو حتى النظر إليها ولو بنصف عين ولكنه اليوم يحاول أن ينظر إليها بعينين مفتوحتين. والسؤال: الذي يطرح نفسه هل هذا كرم أمريكي؟! أم وعي سياسي؟! أم قراءة لحقائق عسكرية وسياسية على الأرض؟!.



والحقيقة انه كذلك نعم بروز الحقائق وبما لا يقبل الشك إن أمريكا تغوص في المستنقع العراقي وهي تحاول جاهده لملمه ماء وجهها الذي هدر في العراق على أيدي المقاومين العراقيين حيث تكبدت أمريكا الآلاف القتلى من جنودها وأضعاف إضعاف هذا الرقم من الجرحى والمعاقين بالإضافة إلى مئات المليارات من الدولارات التي هدرت دون طائل وعلى أمل تعويضها من نفط العراق بل والمنطقة ولكنها عبثا تحاول. لقد فات الأوان وهي ألان تبحث عن هروب مشرف فالحرب دائما يجب أن تكون فيها خاسر ويجب إن يكون فيها منتصرا وهذا ما يحاول الأمريكيين تغطيته بالوهم والكذب والخداع وتلوين المفردات والعبث بروح النص الأصلي للمفردة وخصوصا أنهم أول من ابتدع دائرة التضليل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي غيرت وجه العالم.



نعم: فحين يكون هناك قتلى بالآلاف وجرحى بالآلاف وخسائر بالمليارات فحتما أن هناك هزيمة عسكرية لا مجال لإنكارها وحين يكون تنامي للعنف والتطرف وانحسار للرؤيا السياسية الأمريكية تكون أيضا هزيمة سياسية وأخلاقية أيضا. حيث ظهر وجه أمريكا البشع على حقيقته في السجون والمعتقلات العراقية بدا من غوان تناموا مرورا بابي غريب وانتهاء بالفضائح والرشاوى التي تظهر هنا أو هناك والسؤال: المهم ألان ما هو الدور العربي والإقليمي؟! فهل يبقى العرب صامتون أو شامتون لما وصلت إلية الأمور؟!.



بانتظار أن تعلن الإدارة الأمريكية عن هزيمتها والحقيقة انه آن الأوان ليعلن العرب موقفا جريئا وشجاعا ليطلبوا من أمريكا سحب قواتها فورا من العراق والبدء في عملية إنقاذ للعراق مما يتعرض له من حروب طائفية ووقف التدخلات السلبية في الشؤون العراقية والسعي الحثيث لجمع العراقيين وإيجاد سبل الحوار لإحداث المصالحة الوطنية وعلى أسس المواطنة ألحقه حيث المساواة العدالة والحرية والديمقراطية. أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * malfaouri@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد