المعلمون دعائم الأمة وركائزها

mainThumb

24-06-2010 07:00 AM


الحديث عن المعلمين ، حديث عن واحدة من دعائم الأمة وركائزها . فالمعلمون بفضل الله شموع تنير الطريق ، وتبدد ظلمة الجهل ، وأنهار تغسل عن المجتمع أدران الجهل والتخلف ، ولا ينكر أثرهم إلا جاحد أو جاهل ، وهم امتداد للرسالة العظمى ، وحملة أمانة تبليغها ، ولهذا تستغفر لهم الملائكة في السماء ، والحيتان في الماء ، وهم في المنزلة والمكانة بقدر ما يحملون ويقدمون ، ولذا فمن واجبنا جميعا إكرامهم وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم ، والثقة بهم ، واستشعار عظم الأمانة التي يحملونها ويبلغونها .



لقد كان الحكماء يبالغون في إكرام المعلم ، ليقينهم بأنه يبني عقولا ، ويغذي قلوبا ، في حين أن بناء الأجسام وتسمينها لم يكن في يوم من الأيام محمودا لقائل ، ولا ممدوحا لمتفاخر ، بل كان مما يعاب عليه الإنسان ضخامة جسمه إن لم يقترن بعقل راجح وعلم نافع .



ومن هنا فإن دور المعلم يجب أن يلقى من مجتمعه كل حفاوة ، وعلى الجميع عدم تفريغ المعلم من محتوى طبيعته ، ومراعاة ظروفه ، وتوفير جو الاستقرار والراحة له ، ومكافأته بما يتناسب مع جهده ، وغير ذلك من الأمور يعرض الحياة التعليمية برمتها للخطر ، ويساهم في إيجاد مجتمعات لا دعامة لها (خداج) .



هناك قضيتان هامتان تواجهان المعلم في الميدان هما :-

القضية الأولى : قضية امتهان المعلم ، ويلقى باللائمة فيها على وزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى التي فتحت القبول للشكوى ، وجردت المعلم من كل وسيلة من وسائل التأديب ، فصار المعلم لا يأتمن على نفسه من جهة ، ولا يجد من ينصفه من جهة أخرى غالبا ، مما تجرأ عدد كبير من الطلاب وكسروا الحاجز بين المعلم والطالب وقاموا بضربه وتحقيره ، مما جعله مهزلة أمام الطلبة والمعلم لا يجد وسيلة يدافع من خلالها عن نفسه مما جعله مسرحا للسخرية .



والقضية الثانية : قضية أجور المعلمين التي صارت أشبه بقضية يصعب حلها من حيث التعقيد ، والشد والجذب ، والمد والجزر ، فتارة تمنح الحكومة علاوة وتارة أخرى تحجبها لعدم توفر مؤسسة تدافع عن حقوقهم كنقابة للمعلمين مثلا ، وأصبحت صيحات المعلمين تسمعها في كل مكان من شدة الظلم الذي يتعرض له المعلمين حتى الآن ، وعلى الحكومة أن تعلم بأن المال الذي تبذله في سبيل إصلاح واقع هؤلاء المعلمين لن يذهب لعدو خارجي ، ولا منافق خداع ، ولا مستثمر نهاب ، بل هو منها وإليها ، فالمعلمون أحق بكثير من كثير ممن امتدت لهم يد الدولة السخية بالعطاء والتميز عن الغير بالهبات والمكرمات . فالحكمة تقتضي النظر في وضع المعلمين دعائم الأمة وركائزها ، ومشكلة المعلمين أنهم يتقاضون أجورا لا تكفيهم قوت يومهم



ولا تتناسب مع الجهد المبذول في العمل ، فالمعلم وإن كان له عطلة فإنه يعمل 24 ساعة في التدريس والتدريب وإعداد الأنشطة والامتحانات والتصحيح وتحضير الدروس مما يخفى على كل إنسان يجهل ما يقوم المعلم فيه من أعمال مختلفة في عملية التعليم والتعلم . وكلنا أمل أن تطبق الحكومة توجيهات سيد البلاد بما أمر فيه


لنصرة المعلم والوقوف إلى جانبه لكي تحافظ هذه الأمة على دعائمها وركائزها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد