إالى الهولندي "خيرت فيلدرز" .. "تصريحاتك صهيونية ومعادية لنا

mainThumb

24-06-2010 06:00 AM

لكي تنطق باسم حزب الحرية الهولندي يا فيلدرز, وتصرح لوكالة فرانس برس حول المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين المحتلة وشعبيهما, وتتدخل في ما لا يعنيك من مسميات للدول, يجب عليك أن تقرأ التاريخ, وتأخذ الدرس من تلاميذ المسيح وحرب يوم الكرامة الأردنية وترجمة وافية لقصيدة محمود درويش "أيها المارون فوق الكلمات العابرة"! فحيح تصريحك مردود عليك, وفحوى كلامك فيه كراهية لنا, أقدس شعوب الأرض, ولن ترضى عن كلامك المسموم وعنك سوى الصهيونية العالمية, التي نطقت باسمها, لتغدق عليك المال وتقبضك الثمن.



 وتذكر يا فيلدرز, أننا نعرف, بأنك تعرف, أنك تلوك كلام أكبر منك وحزبك, لتحرف مسمى حزب الحرية في بلادك إلى حزب العبودية, وتقتبس ما قاله غلاة الصهيونية من قبلك, وتصرح وتتشدق بما ليس لك فيه حق. وتعطي لنفسك الحق, في الخوض في قضايا شعوب لا تشترى بالمال ولا بالمقال. بأرضنا لنا قداسة وحق, فلا الرومان ولا الصليبيون استقروا في أوطاننا, ولن يدوم احتلال اليهود من الهولنديين ولفيفهم في فلسطين وقدسنا.



فلسطين لها شعب من بحرها لنهرنا, بعضهم على أرضها وفي الشتات لهم حق في العودة إليها ولن يضيع حقهم من قبلك ولا من بعدك. والأردنيون سمر الجباه, لهم أرضهم وحدودهم, هم أبناء الصحابة من القبائل العربية والموآبية والنبطية, بدولتهم قانعين دون ثراها شهداء مقاتلين. وتذكر, أن الجزائر عادة لأهلها بعد أكثر قرن وثلث القرن من الزمان, بدفع ضريبة الدم من أحرارها مجبرين, بأكثر من مليون شهيد ! فمن يتجاوز حرية الشعوب وحركة التاريخ ليس بقادر على التنظير في مفاهيم الحرية التي هي مسمى حزبك المغمور. فهل يقبل حزبك وأعضاء حزبك إلغاء حق الشعوب في أرضها ومسميات أوطانها المستقرة قبل ولادتك !



 لن يقبل أهل لاهاي طرحك, ويمكنهم تجاوز حزبك, حزب الحرية الموتور بتصريحاتك. أما وقف أسلمة هولندا ضمن شعارك, وخطر القرآن الكريم الذي تدعي على هولندا, وخطر حجاب النساء الذي يخيفك أنت ومن هم على شاكلتك, فهي حركة للتاريخ وللشعوب, لن تستطيع وقفها في هولندا وغيرها أنت وحزبك ولا غيرك. التغيير حركة للتاريخ, وسنة من سنن الحياة, و قناعة للشعوب بالمنهج الذي تتفق عليه وترتضي. فهل يكن التعصب ونكران الحقوق بديلا عن العدل يوما, كما صرحت ذات يوم قريب بكل عنجهية وغرور, بعد أن شكل حزبك رقما يذكر لأول مرة بعدد مقاعده في البرلمان الهولندي. سيفشل حزبك في سياسته الخارجية بسبب تجنيه على الطرف المغلوب على أرضنا, وعند اعتباره إسرائيل ذات موقع خاص, في العلاقات الهولندية الدولية, وعليك أن تعلم أن إسرائيل ثكنة عسكرية, محدثة, محمية بقوة السلاح فوق أرضنا, ولن تستطيع البقاء طويلا هنا, علاوة على ظنك, في القتال نيابة عن أثينا وروما, كما يقودك تفكيرك التلموذي القديم, كما هي ليست جبهة مركزية في الدفاع عن الغرب كما تقول.



إسرائيل واهنة في ديارنا وهي أوهن من خيوط العنكبوت في عقيدتنا وظننا. فمن يفتقر للماء والخبز, للفضاء وللقبول وللسلام, لن يدافع عن أحد ! إسرائيلكم لم تجد ولن تجد لها يوما الحيز في فضائنا الرحيب ووجداننا. هي في عقلية القلعة المغلقة, إنه ليس صراع على الأرض فحسب، بل صراع بين ظلم الغرب المتواطئ مع الجاني الجلاد، والمجني عليهم أصحاب الأرض, العطشى للعدالة ونيل الحقوق, فهل تفهم يا فيلدرز, وان لم تفهم فتزود بما يفهمك من مراجع التاريخ وحقوق الإنسان في الشرائع السماوية والحقوق المدنية والدولية. وعليك فهم الأبعاد, في قهر الشعوب وإغضابها, وإنكار حقها في كلامك الزائد عن حاجتنا, ولتتذكر أصالة الشرق وعمق حضارته, وأنبيائه وصديقيه, ورسائل شعوبه المقهورة, وأبعاد الأجيال وبعد الزمن. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد