هو نائب .. وأنا ناخب

هو نائب ..  وأنا ناخب

26-06-2010 10:00 PM

 
استجابة لرغبة الحكومة، ونزولاً عند رغبة عشيرتي وعزوتي، وبعد التوكل على الله، قررت منح صوتي لواحد من الأفاضل المرشحين لمجلس النواب. وبما أن الحال " مش ولا بد"، وبما أنه " مافي حدا أحسن من حدا" ،سأمنح صوتي للنائب الذي يوافق على بياني الانتخابي الخاص ، والذي سيضمن لي بعض الحقوق قبل موعد إجراء الانتخابات النيايبة في شهر 11. وبما أن سعري كناخب الآن مرتفع، ولي قيمة أسمية عالية، قررت أن أستغل هذه الفرصة لتعديل بعض أحوالي "المايله" والتي لن يصلح فيها النواب ما أفسد الدهر، لكن "الرمد ولا العمى". وإليكم بياني:



أولاً: يتعهد النائب المحترم بإلتقاط صور لي معه في حال فوزه ليلة الانتخابات وذلك بغرض عرضها عندي في غرفة الضيوف حتى "نتنومس " بوجودها ، ولعلمي الأكيد أنه ممكن مانشوفه إلا عند حل المجلس وترشحه المرة القادمة، وحتى نقنع بقية الأهل أنه الصوت ماراح خسارة.



ثانياً: يتعهد النائب بدعوتي على كل ولائمه المستقبلية، ولقاءاته السرية والعلنية مع أعيان ورجالات البلاد ، كيف لا وصوتي كان سبباً في نجاحه، وتواجدي ضروري كعزوة وسند لقرابتي النائب.



ثالثاً: يلتزم النائب المحترم بمساعدة كل أبنائي وأقاربي من الدرجة الأولى في الحصول على مقاعد جامعية دون شرط المعدل، ويلتزم أيضاً بتعيين من يتخرج منهم إذا توافق ذلك مع تواجده في البرلمان .



رابعاً: يلتزم النائب بالمشاركة بكل الولائم والمناسبات التي تخصني وتخص أقاربي في الخطبة والزواج، ونجاح التوجيهي، وتخريج الجامعة، والمواساة ، ومناسبات أخرى مثل حالات الرشح الشديد، وإصابات الملاعب وغيرها، مع ضرورة توثيق هذه المناسبات جميعها لحاجات الزمن.



خامساً: يبادر النائب المنتظر بالسؤال عني ، والسلام علي، وعلى من حولي أين ماوجدني ، وبمناسبة وغير مناسبة، ويحرص أيضاً على فتح نوافذ السيارة المظللة عند المرور بسيارته الشبح، وذلك حتى لايقول احد الحاسدين أنه بدأ يتجاهل الناس بعد نيله لكرسي النيابة.



سادساً: يلتزم النائب بالتواجد في حدود دائرته الإنتخابية، وعدم السكن في عمان بعيداً عن الأنظار ، والانشغال ، بموضوع اختيار السيارة الفارهة، والرقم المميز، فعندنا ماهو أهم من السيارة والنمرة.



أما في حال فوز النائب بمقعد النيابة ، وعدم التزامه بتنفيذ ماذكرته سابقاً، فسيكون ردي هو:

- تحلم أنك تفكر تترشح مرة ثانية، أو حتى تصل العبدلي" مكان مجلس النواب" .

- تلف الدواوين ديوان ديوان تنفي الشائعات التي سأبثها عنك في كل يقعة من دائرتك الانتخابية.

- ترحل وتسكن في أي مدينة خارجية حتى تريحنا من شوفتك، وترتاح من شوفتنا.

- لحق برقيات وشكاوي كانك فاضي.



وكناخب يمكنني التنازل عن كل مطالبي السابقة إذا تم ترشيح شخص مقبول من الجميع، ويجمع عليه القاصي والداني، وتتم التزكية، ونرتاح من وجع راس الانتخابات، وإنفاق أموال على الفقراء والمعوزين، وطلاب الجامعات، والعائلات المستورة التي بالكاد تحصل على لقمة عيشها، بدل إنفاقها على الحملات الانتخابية.



ريحونا ياأخوان يامرشحين، تنازلوا عن كبرياءكم ، واختاروا أي واحداً منكم ، فكلنا أهل، وأقارب ،وأحبة، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. ولننفق أموال الحملات في مصالح أهلنا وحاجاتهم، فهي كثيرة، ولأتعد ولا تحصى.



أرجو من كل مرشح يفكر في خوض الانتخابات النيايبة ، أن يشتري مرآة كبيرة الحجم كجزء من نفقات حملته، ويقف أمامها وينظر إلى نفسه ويستحلفها، هل أريد النيابة لوجه الله أم رياءَ؟ هل أنا مناسب لها أم لا؟ هل يحبني قومي ويحترمونني أم لا؟ هل أنا صادق النوايا أم لا؟ هل قصدت بها وجه الله أم وجوه الغانمين؟ هل أنا جاهز لبذل الغالي والنفيس في مصلحة وطني، وأهلي، وناخبي؟ هل ستقربني النيابة إلى الله زلفى، أم إلى الناس؟ إذا خرجت بعدها وعندك إجابات مرضية لك قبل الآخرين، ستجد كل خير، والخير قد يكون في أحد الخيارين : الفوز بالمقعد، أو الفوز بمحبة الله والناس.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد